يواصل الاحتلال الصهيوني حربه الدموية على قطاع غزة لليوم 198، مرتكبا المزيد من المجازر المروّعة التي تحصد الكثير من الشهداء. ولا ينحصر العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزّة فقط، بل يمتدّ إلى مدن الضفة الغربية عبر اقتحامات وقتل واعتقالات، مثلما يجري منذ ثلاثة أيام في مخيم نور شمس بطولكرم، أين استشهد 7 فلسطينيين بينهم قائد كتيبة في سرايا القدس في اشتباك مع قوات الكيان التي تشن عملية بالمخيم، إلى جانب إصابة 3 فلسطينيين في بلدة بيتا جنوب نابلس. قالت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس، إن الاحتلال ارتكب 4 مجازر راح ضحيتها 37 شهيدا و68 مصابا خلال 24 ساعة، مما يرفع عدد الشهداء إلى 34 ألفا و49، والمصابين إلى 76 ألفا و901 منذ السابع من أكتوبر الماضي. وتتوالى مجازر الاحتلال الصهيوني في مختلف مناطق قطاع غزة، حيث استشهد 7 فلسطينيين بينهم نساء وأطفال، وأصيب آخرون، جراء قصف استهدف مناطق داخل مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، رغم تحذيرات دولية من خطورة شن هجوم عسكري على المدينة المكتظة بنازحين لجأوا إليها كآخر ملاذ لهم. وقال مصدر طبي، إن "فلسطينية استشهدت وأصيب آخرون جراء قصف صهيوني في حي السلام، شرقي مدينة رفح". وفي غرب المدينة، أفادت الأنباء ب "وصول 6 شهداء بينهم نساء، وعدد من الإصابات بينهم أطفال لمستشفى الكويت التخصصي بمدينة رفح، في قصف صهيوني على غربي رفح". بدوره، قال الدفاع المدني في غزة، في بيان: "ما زالت طواقم الدفاع المدني تحاول انتشال عدد من الشهداء والمفقودين، بعد استهداف طائرات الاحتلال لشقة سكنية لعائلة رضوان، قرب الإسكان الأحمر، في حي تل السلطان، غربي رفح". وتتمسّك سلطات الكيان الصهيوني باجتياح رفح بزعم مواجهة آخر معاقل حركة حماس، رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها. وقد كشفت الكثير من الأوساط النقاب عن بدء الخطوات العملية لاجتياح صهيوني محتمل لمدينة رفح. ممرّات اجتياح رفح ذكرت تقارير إعلامية للاحتلال، أن الجيش الصهيوني قدم للجيش الأمريكي تعليمات الاجتياح لتفعيل "الممر الإنساني" في غزة، باعتبار أن الممر "شرط أمريكي حاسم للقيام بعملية برية في رفح". وأشارت إلى أنه في الكيان، يدركون أنه بدون زيادة المساعدات الإنسانية وتفعيل الممر، سوف يعارض الأمريكيون العملية في جنوب القطاع. وقال مسؤولون مطلعون على الموضوع، إن قضية رفح ليست "إن سيتم تنفيذها" ولكن "متى سيتم تنفيذها"، حيث من المتوقع أن يتم فتح الممر الإنساني بحلول نهاية الشهر. لكن هذا التقرير الصهيوني، وغيره من التقارير التي تحدثت عن موافقة أمريكية على هجوم رفح، قوبل بنفي أمريكي، وذكر مسؤولون أمريكيون أن الرئيس جو بايدن لم يعط الضوء الأخضر لعملية في رفح المقاومة تتصدّى في طولكرم
في الأثناء، استهدف المقاومون الفلسطينيون قوات الاحتلال عند مدخل مخيم طولكرم بعبوة ناسفة محلية الصنع، واضطر الجيش الصهيوني إلى استقدام تعزيزات عسكرية جديدة في اتجاه مخيم نور شمس. وأعلنت سرايا القدس - كتيبة طولكرم، أنها تواصل التصدي لقوات الاحتلال وتستهدفها بالرصاص والعبوات المتفجرة، وذلك لردّ الاقتحام الصهيوني. وأدت المواجهات بين المقاومين وجيش الاحتلال إلى ارتقاء 7 شهداء، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية. كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال، بلدة بيت ريما شمالي غربي محافظة رام الله والبيرة. من جهتها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طواقمها نقلت شاباً (24 عاماً) من بيت فوريك شرقي نابلس شمالي الضفة الغربية إلى المستشفى، بعد إصابته برصاص الاحتلال الحي في قدمه. وأصيب الشاب خلال مواجهات اندلعت بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، التي اقتحمت بلدة بيت فوريك، وأطلقت النار، وقنابل الصوت والغاز السام في اتجاه الفلسطينيين ومنازلهم. وردّت سرايا القدس - كتيبة جنين - على اغتيال الاحتلال القائد محمد جابر، "أبا شجاع"، واستهدفت معسكر "سالم" الصهيوني، بحسب ما أعلنت في بيانها. واستشهد جابر، قائد كتيبة طولكرم في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، خلال اشتباكات عنيفة مع الاحتلال الذي حاصر مخيم نور شمس لأكثر من يومين. بدورها، أكّدت كتائب شهداء الأقصى - طولكرم، خوضها اشتباكاتٍ ضاريةً مع العساكر الصهاينة في عدة محاور داخل المخيم، عبر الأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة، محققةً إصاباتٍ مباشرةً في صفوفهم. وعقب ذلك، أقرّ جيش الاحتلال بإصابة ضابط من الاحتياط، إلى جانب 3 عساكر آخرين، بنيران المقاومين الذين تصدوا لاقتحام الاحتلال مخيم نور شمس. وتشهد الضفة الغربية حالة اشتباك يومي، وخصوصاً منذ بدء العدوان على قطاع غزة، إذ تتعرض بلداتها ومدنها لاقتحامات يومية تتخللها حملات اعتقالات واسعة، بينما يرتقي شهداء ويصاب آخرون بنيران الاحتلال خلال تصديهم.