أصيب عشرات الفلسطينيين أغلبهم بحالات اختناق، أمس الثلاثاء، خلال اقتحام الجيش الصهيوني مخيمي عسكر ونور شمس بمدينتي نابلس وطولكرم شمال الضفة الغربية. في حين أصيب مستوطن بجروح خطيرة في عملية إطلاق نار شمالي الضفة قرب مستوطنة حرميش شمال طولكرم. قالت جمعية "الهلال الأحمر" الفلسطينية، إن "طواقمها في نابلس تعاملت مع عشرات الإصابات في اقتحام مخيم عسكر والجبل الشمالي من المدينة". وأضافت، أن "من بين الإصابات واحدة بالرصاص المطاطي، و44 حالة اختناق باستنشاق الغاز المسيل للدموع". من جهتها قالت إذاعة فلسطين، إن الجيش الصهيوني "أخذ خلال اقتحامه مخيم عسكر قياسات منزل الفلسطيني حسن قطناني الذي استشهد في 4 ماي الجاري". وأضافت، أن الجيش "أعلن كذلك اعتزامه هدم منزل عائلة الشهيد عبد الفتاح خروشة الذي قتله في 7 مارس بعد اتهامه بإطلاق النار على أهداف صهيونية". وفي طولكرم ذكرت الإذاعة، أن "أكثر من خمسين آلية عسكرية حاصرت مخيم نور شمس وأغلقت مداخله، ثم بدأت في اقتحام أحيائه ومنازله". وأردفت، أن "قوات الاحتلال فشلت في الوصول إلى الشبان الذين تطاردهم بالمخيم، فقامت بتخريب محتويات البيوت التي اقتحمتها وحطمت جدران بعضها". وأشارت الإذاعة إلى "اعتقال ثلاثة شبان من المخيم قبل انسحابها في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء". المقاومة تتصدي بدورها قالت "سرايا القدس - كتيبة طولكرم" الذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" في بلاغ عسكري، إن الجيش الصهيوني فشل في اغتيال عدد من عناصرها في مخيم نور شمس. وأضافت: "لقد حاول العدو الصهيوني فجر (أمس) اغتيال مجاهدينا بعملية عسكرية كبيرة عاث خلالها فسادا في مخيم نور شمس، إلا أن عناية الله ويقظة مجاهدينا كانت لهم بالمرصاد". وقالت، إن عناصرها "تمكنوا من التصدي لقوات الاحتلال وآلياته المدججة وخوض اشتباكات عنيفة محققين إصابات مؤكدة في صفوف العدو وتفجير عدد من العبوات الناسفة في آليات الاحتلال". من جانبه، أعلن جيش العدو "إصابة أحد عساكره بجروح متوسطة خلال اقتحام مخيم نور شمس"، وقال إن "الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) وشرطة حرس الحدود نفذوا عملية مشتركة بالمخيم خلال ساعات الليل". وأضاف الجيش الصهيوني: "خلال العملية تم إطلاق نار كثيف وإلقاء عبوات ناسفة على القوات التي ردت بإطلاق النار". وأعلن جيش الاحتلال اعتقال 5 فلسطينيين في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية خلال ساعات الليل. من جهتها قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس، إن الجيش الصهيوني يحوّل المخيمات والبلدات والقرى والمدن "إلى مسرح لاقتحاماته وتدريباته العسكرية وتنكيله بالمواطنين الفلسطينيين ومنازلهم، كما حصل في مخيم نور شمس صباح اليوم". ودعت الوزارة المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، إلى "زيارة الأرض الفلسطينيةالمحتلة لمشاهدة ما يتعرض له المواطن الفلسطيني من احتلال واستيطان واضطهاد وتنكيل ونظام فصل عنصري". وتشهد الضفة الغربية توترا متزايدا، أسفر عن استشهاد 108 فلسطينيين وإصابة نحو 3900 برصاص الجيش الصهيوني منذ مطلع العام، وفق معطيات للأمم المتحدة. اقتحام الأقصى في الأثناء، اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات متتالية، بقيادة المتطرف يهودا غليك، وسط حماية مشدّدة من شرطة الاحتلال. ونفذ المستوطنون جولات استفزازية في باحات "الأقصى"، وأدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية منه، واستمعوا إلى شروحات حول "الهيكل" المزعوم. وتفرض قوات الاحتلال إجراءات مشددة في محيط المسجد والبلدة القديمة، تستهدف المقدسيين بالاعتداءات، وعرقلة تنقلهم. ويتعرض الأقصى يومياً، عدا الجمعة والسبت، لاقتحامات المستوطنين، على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لتغيير الأمر الواقع بالأقصى، ومحاولة تقسيمه زمانيّا ومكانيا. مناورة تُحاكي حربا ساخنة أطلق جيش الاحتلال الصهيوني مناورة عسكرية شاملة تستمر لأسبوعين، حيث تحاكي المناورة التي أتت باسم "القبضة الساحقة"، حربا متعددة الجبهات، تشمل جبهة لبنانوسوريا وقطاع غزةوالضفة الغربية. وتأتي هذه المناورة التي أطلقت، مساء الأثنين، في ظل تصاعد التوتر على الحدود الشمالية، وكذلك في الضفة الغربية، والعدوان الصهيوني على سوريا، مع تبادل التهديدات ما بين الكيان الغاصب وإيران.