انطلاق العروض السينمائية..وجمهور غفير في الموعد تتواصل فعاليات مهرجان عنابة الدولي للفيلم المتوسطي، وسط حضور لافت لعشاق الفن السابع، وإقبال صناع السينما الذين صنعوا مشهدا فنيا بامتياز بساحة الثورة على المسرح الجهوي عز الدين مجوبي، لا سيما عشية افتتاح الطبعة الرابعة التي عرفت تكريم كل من السينمائي والمخرج توفيق فارس، المخرج رشيد بن علال والممثلة الإسبانية ايتزيار ايتونيو، فضلا عن تقديم فيلم الافتتاح الخاص بضيف المهرجان الفيلم الإيطالي "من أجل غد أفضل" للمخرج ناني موريتي. أثنت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، على عودة مهرجان عنابة الدولي للفيلم المتوسطي إلى جوهرة الشرق، بونة، مؤكدة أن هذه المدينة تستعيد أحد أهم فعالياتها الثقافية الكبرى التي تشكل "علامة فنية مضيئة في مشهدنا الثقافي"، تقول الوزيرة. كما أشادت خلال إعطائها إشارة انطلاق الطبعة الرابعة للمهرجان، بضيوف الجزائر من الدول المتوسطية والشقيقة، والتي أبت إلا أن تشاطر الجزائر عرسها الثقافي، مع وقفة خاصة لإيطاليا ضيف شرف هذه الطبعة، معتبرة أن مهرجان عنابة هو عودة الفن السابع إلى مدينة الأدب والفنون والحضارة. وأكّدت مولوجي أن مشاركة صناع السينما من مختلف الدول العربية والأجنبية، إلى جانب الأسماء اللامعة في الفن السابع، يساهم في تعميق حالات التثاقف وتجسيد التبادل الثقافي والفني بين الفاعلين والمبدعين في الصناعة السينماتوغرافية، إضافة إلى التوجيه الرشيد الذي ما فتئ رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يؤكّد ويحرص عليه من خلال تشجيع ومرافقة المبدعين في هذا المجال الفني الاستراتيجي. كما أشادت - في السياق - بالأعمال الجزائرية المشاركة في هذا المحفل الدولي، والحضور القوي للأعمال التي تلتزم بالقضايا العادلة والمناصرة للشعوب ضد كل أشكال العنف والتعسف، باعتبار أن الفن التزام بقضايا الانسان والنضال في سبيل الحرية والكرامة، ولذلك خصصت الجزائر من خلال هذا المهرجان برنامج خاص بفلسطين انتصارا لهذا الشعب المقاوم ضد العدوان الغاشم. الممثلة الإسبانية إيتزيار إيتونو: الفن..دفاعا عن القضايا العادلة كشفت الممثلة الاسبانية إيتزيار إيتونو، خلال ندوة صحفية نشطتها أول أمس الخميس بفندق سيبوس بعنابة، عن أهمية مثل هذه التظاهرات في مناصرة القضايا العادلة والانسانية، مشيرة إلى أن الفنان أينما يتواجد عليه أن يستغل فنه في الدفاع عن القضايا العادلة، وتوجيه الأنظار نحو ما يحدث في بعض الدول التي تعيش عدوانا غاشما، وقالت إنها كفنانة فضلت عدم الصمت والتعبير عما يجول في خاطرها تجاه القضايا الانسانية، على غرار ما يحدث في فلسطين من دمار ومعاناة شعبها الأبي. الممثلة الاسبانية إيتزيار إيتونو عبّرت عن سعادتها بتواجدها في عنابة، ومشاركتها في هذا المهرجان، وأبدت انبهارها بهذه المدينة المضيافة. «بنك الأهداف" يفتتح برنامج "تحيا فلسطين" افتتح الفيلم الفلسطيني "بنك الأهداف" برنامج "تحيا فلسطين"، في إطار فعاليات مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، والذي يأتي بالتعاون مع مؤسسة الفيلم الفلسطيني، حيث يركز على السينما الفلسطينية، ويسلط الضوء على الإنتاج السينمائي الفلسطيني وصناعه، بعرض 7 أفلام قصيرة، لتكون الانطلاقة بفيلم بنك الأهداف للمخرج الفلسطيني، رشدي السراج الذي استشهد أكتوبر الماضي بقصف صهيوني على منزله الواقع في حي تل الهوى غربي مدينة غزة، وهو الذي عرف بمقولته "لن نرحل وسنخرج من غزة إلى السماء..وإلى السماء فقط". يوثق فيلم "بنك الأهداف" استهداف الكيان الصهيوني للبنى التحتية المدنية في غزة عام 2021، من خلال رواية مباشرة لقصف مبنى سكني، حيث سلط "السراج" الضوء على جهود الصحفيين لإنشاء سجل يكشف عن جرائم الكيان الصهيوني. ووقف الجمهور العنابي على حجم الدمار الذي يخلفه العدوان الغاشم على سكان غزة، من خلال شهادات حية لصحفيين ومدنيين ومحاميين كشفوا عن معاناة الشعب الفلسطيني ومأساته تحت قصف الكيان الصهيوني، محاولا من خلال عمله فضح الجرائم التي تنفذها الآلة العسكرية للكيان الصهيوني الغاشم. بن مهيدي..يزيّن مهرجان عنابة بالمقابل، لم يفوّت جمهور بونة فرصة اكتشاف واحد من أهم الأعمال السينمائية الجزائرية، حيث كان رواد مسرح "مجوبي" سهرة أمس الأول مع موعد العرض الأول لفيلم "بن مهيدي" للمخرج والمنتج بشير درايس، المقدم ضمن "العروض الخاصة" للطبعة الرابعة لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي. الفيلم بطولة الفنان خالد بن عيسى الذي يؤدي فيه دور البطل "بن مهيدي"، شاركه في التمثيل كل من محمد فريمهدي، يوسف سحيري، سمير الحكيم، فتحي نوري، ليديا لعريني، إيدير بن عيبوش، باتريك دي لاسولا، نضال الملوحي، مناد مبارك، أما السيناريو لعبد الكريم بهلول. ويتناول العمل السينمائي في 116 دقيقة المسار النضالي للشهيد والبطل الرمز العربي بن مهيدي "1923- 1957"، وما قام به من تضحيات خلال الثورة التحريرية الكبرى، إلى جانب المسار الحياتي لهذا المناضل الفذ منذ طفولته التي عايشها بقرية "الكواهي" بعين مليلة إلى غاية استشهاده، مسلطا الضوء على أهم المحطات التي عرفتها الثورة التحريرية وكذا كبار رموزها..