كشفت المندوبية السامية للتخطيط أرقاما صادمة عن ارتفاع مستويات البطالة في المغرب لتتجاوز 13.7 % على المستوى الوطني. وسجّلت المندوبية في أحدث تقرير لها حول وضعية سوق الشغل بالمملكة، ارتفاع عدد العاطلين بالمغرب ب 1.64 مليون شخص، متأثّرا بالجفاف الذي ساهم في فقدان 159 ألف منصب شغل بالعالم القروي. تسبّبت سياسات المخزن غير المدروسة والتطبيع مع الكيان الصهيوني، وعوامل طبيعية، في إحالة ما لا يقل عن 159 ألف عامل مغربي في الفلاحة على البطالة، وذلك بسبب فقدان القطاع الفلاحي بالمغرب للعديد من مناصب الشغل جراء الندرة الحادة في المياه واستفحال ظاهرة الجفاف، واستغلال الكيان الصهيوني اتفاقات التطبيع لإنتاج محاصيل تستنزف المياه بشكل كبير، مثل فاكهة الأفوكادو، وهذا على حساب أمنه المائي والاقتصادي واحتياجات سكانه، حسبما أفادت به تقارير إعلامية محلية. وقد أوردت المندوبية السامية للتخطيط المغربية، أن فقدان مناصب العمل في الأرياف في الربع الأول من العام الحالي، ساهم في تراجع العدد الإجمالي لمناصب العمل ب 80 ألف منصب عمل، رغم إحداث 78 ألف منصب عمل في المدن، مشيرة إلى أنّ بيانات المندوبية تشير إلى أن قطاع الفلاحة والغابات والصيد فقد 206 آلاف منصب عمل. المدّ الصّهيوني يعصف بمناصب الشغل أوضحت المصادر أنّ "الجفاف في المغرب يضغط بقوة على سوق العمل، حيث تبين فقدان 159 ألف منصب عمل في الأرياف، معظمها مصنف ضمن العمل غير المصرح به، ما ساهم في رفع معدل البطالة إلى 13.7 في المائة". كما أشارت إلى أنّ عدد البطالين بلغ 1.64 مليون عاطل على الصعيد الوطني، بزيادة وصلت إلى 96 ألف بطال في الربع الأول من العام الجاري، 59 ألفا منهم بالمدن و38 ألفا بالأرياف. وحذّرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من سياسات المخزن في مجال الفلاحي، مؤكّدة أنّه في الوقت الذي تتكاثف فيه الجهود الأممية لحماية الثروة المائية، اختارت المملكة المغربية السير عكس التيار، واضعة الزراعة الربحية كأولوية، رغم اتّساع رقعة العطش على أراضيها. استنزاف الثّروة المائية في هذا الإطار، ندّدت أكبر جمعية حقوقية في المغرب بالمشروع الصهيوني الضخم، والمقام على امتداد 500 هكتار من السهول الغربية الأكثر خصوبة، لإنتاج 10 آلاف طن من الأفوكادو سنويا، والذي يمكن أن يستنزف 10 مليارات لتر من المياه سنويا. وأشارت إلى أنّ هذه المشاريع المدرجة في إطار التطبيع الفلاحي، تأتي في الوقت الذي تعاني فيه المملكة من أزمة مياه بسبب قلة تساقط الأمطار وتوالي سنوات الجفاف، ما أدّى إلى تراجع المخزون المائي بالسدود ومعاناة السكان، خاصة في المناطق الريفية، من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب. ويرى خبراء في المغرب أنّ مشروع إنتاج فاكهة الأفوكادو، الذي تشرف عليه شركة تابعة للكيان الصهيوني متخصصة في العقارات والصناعات الغذائية، يشكّل "خطرا حقيقيا" على الموارد المائية للبلاد، لاسيما وأن ظاهرة الجفاف تهدّد المملكة حالي. وندّدوا بهذا المشروع المندرج في إطار التطبيع مع الكيان الصهيوني، والذي تبلغ قيمته الاستثمارية حوالي 9 ملايين دولار، في إطار اتّفاقية وقّعت في أفريل 2021 بين شركة صهيونية وشركة مغربية مختصة في المجال الزراعي. جدير بالذكر، أنّ عدّة مدن مغربية شهدت احتجاجات عارمة بسبب الجفاف الذي يهدّد السكان بأزمة عطش حادّة، في ظل الإجهاد المائي الكبير الذي تعاني منه المملكة جراء السياسات العرجاء للمخزن، وعلى رأسها التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومنح تراخيص للصّهاينة من أجل الاستثمار في الفواكه المستنزفة للمياه والموجّهة للتصدير، على غرار فاكهة الأفوكادو.