دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأحد، إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في غزة، فيما تواصلت الضربات الصهيونية على قطاع غزة، وطلب جيش الاحتلال من سكان أحياء إضافية في شرق رفح إخلاءها، رغم تحذيرات دولية من شنّ هجوم شامل على المدينة. جدد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في قطاع غزة، وقال غوتيريش في كلمة مسجّلة، بُثّت خلال مؤتمر دولي للمانحين في الكويت: "إنني أكرر دعوتي - دعوة العالم - إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج غير المشروط عن جميع الأسرى، وزيادة فورية في المساعدات الإنسانية". تأتي دعوة غوتيريش لوقف إطلاق النار بينما تدخل حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة يومها ال220، مع إعلان الاحتلال بدء عملية عسكرية جديدة في منطقة جباليا، شماليّ قطاع غزة، بزعم إعادة حركة حماس تنظيم صفوفها في المنطقة، وقد أصدر الجيش الصهيوني أوامر للسكان بإخلاء عدد من المناطق في شمال القطاع، بما في ذلك جباليا. جباليا تحت القصف وأكدت تقديرات وجود نحو 150 ألف فلسطيني في المنطقة المستهدفة بالعمليات. فيما قالت حركة حماس إن "إعلان الاحتلال بدء عملية عسكرية في جباليا وإنذاره بإخلاء المنطقة يؤكد إصرار حكومة العدو على المضي في حرب الإبادة"، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالضغط لوقف العدوان وتوفير الحماية العاجلة للمدنيين. والظاهر أن الجيش الصهيوني بدأ هجومه على الشمال من خلال شنّ سلسلة غارات على مناطق سكنية متفرقة في مخيم جباليا ومحيطه، ما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء. وذكر مراسلون أن الطائرات الصهيونية قصفت محيط مراكز إيواء نازحين وسط بلدة جباليا شمالي القطاع، وسط حالة من الرعب سيطرت على آلاف النازحين. وأوضح شهود عيان أن الطواقم الطبية والدفاع المدني يواجهون صعوبة في الوصول للضحايا نتيجة استمرار القصف على مناطق جباليا. غارات وتوغلات في الأثناء، أعلن «الدفاع المدني» في غزة أمس، استشهاد طبيبين جراء غارة صهيونية على مدينة دير البلح وسط القطاع. وقال «الدفاع المدني» في بيان: «أنه تمّ انتشال جثمان الطبيب محمد نمر قزعاط ونجله الطبيب يوسف جراء غارة صهيونية على مدينة دير البلح، ونقلهما إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح". وأوضح أن الطبيبين من حي تل الهوا في شمال القطاع، ونزحا إلى دير البلح. جاء ذلك في وقت تواصلت فيه الضربات الصهيونية على مختلف أنحاء القطاع، خصوصاً رفح في أقصى الجنوب، حيث طلب جيش الاحتلال السبت، من سكان أحياء إضافية في شرق المدينة إخلاءها. كما شنّت القوات الصهيونية غارات ليلية على مناطق مختلفة من قطاع غزة خلّفت أكثر من 30 شهيداً، وفق مصادر طبية وشهود. هذا، وواصل آلاف الفلسطينيين نزوحهم من وسط مدينة رفح إلى مناطق غربي القطاع، وذكر الشهود أن النازحين بدأوا إعادة نصب خيام في المناطق التي وصلوا إليها في ظل عدم توفر أي مأوى فيها. وأشاروا إلى أن أعدادا قليلة من السيارات والشاحنات ساعدت الفلسطينيين على النزوح من وسط رفح في ظل ندرة المواصلات جراء عدم توفر الوقود بشكل كاف في القطاع. حركة نزوح واسعة وظهرت أعداد كبيرة من الأطفال والنساء في صفوف النازحين كانوا يسيرون على الأقدام في أراض وعرة متوجهين إلى مناطق غربي القطاع، وكانوا يحملون بعض الأغطية والأطعمة في طريقهم إلى مناطق النزوح الجديدة غربي القطاع. ويقطع النازحون سيرا على الأقدام مسافة تراوح بين 7-10 كيلومترات وصولا إلى مناطق غربي خان يونس، ومسافة أبعد للوصول إلى غربي دير البلح. وقدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، نزوح نحو 300 ألف شخص من رفح خلال الأسبوع الماضي مع استمرار التهجير القسري وغير الإنساني للفلسطينيين.