دون مبالاة بالنداءات الدولية الداعية إلى وقف المذبحة، يواصل الكيان الصّهيوني عدوانه الغاشم على قطاع غزّة لليوم 78 بتكثيف غاراته وقصفه، الذي لم يستثن منطقة من القطاع المحاصر، في حين تخوض المقاومة معارك ضارية ضد توغلات الغزاة وتطلق رشقات صاروخية تصل إلى عمق الكيان الغاصب. وسط تكثيف قصفها على كافة مناطق قطاع غزة لاسيما جباليا شمالاً، دعت قوات الاحتلال أمس سكان جنوب وادي غزة إلى النزوح. وقد وجّهت الدعوة لسكان مخيم البريج المكتظ أساساً بالنازحين وأحياء بدر والساحل الشمالي والنزهة والزهراء والبراق والروضة والصفاء، حيث صدرت الأوامر بالتوجّه إلى دير البلح جنوب مدينة غزة، وسط ظروف إنسانية مأساوية وانقطاع طرق المواصلات والوقود، فضلا عن عوامل الشتاء.ولا يوجد أي مأوى في مدينة دير البلح التي تتعرض بشكل يومي لقصف عنيف من المدفعية والطائرات الحربية الصهيونية، كما أنها تعاني من اكتظاظ سكاني شديد بفعل نزوح مئات الآلاف إليها من مناطقها الشرقية القريبة من الحدود إضافة لسكان مدينة غزة ومحافظة الشمال. وتشير هذه التوجيهات الجديدة إلى عزم القوات الصهيونية تنفيذ غارات قوية وقصف عنيف على تلك المناطق في وادي غزة. قصف ومجازر في الأثناء شنّت طائرات جيش الاحتلال غارات متواصلة على المنازل في مختلف أرجاء قطاع غزة، وقد استهدفت الغارات أساسا مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ومنزلا في جباليا البلد، ما أدى إلى ارتقاء العديد من الشهداء. كما استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين بينهم أطفال جراء قصف الاحتلال سيارة مدنية في مدينة رفح. وفي التطورات الميدانية أيضا قال الجيش الصهيوني إن ضابطا وعسكريا قتلا وأصيب 3 بجروح خطيرة خلال المعارك الدائرة شمال وجنوب قطاع غزة، مما يرفع عدد قتلاه إلى 145 منذ بدء التوغل البري. وكان جيش الاحتلال أعلن سحب عساكر لواء غولاني من غزة بعد 60 يوما من القتال تكبد فيها خسائر كبيرة. وقتل 42 من عساكر وضباط غولاني، بينهم قائد الكتيبة 13، في معارك حي الشجاعية بغزة. رد المقاومة في المقابل، قالت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي - إنّها قصفت مقر قيادة ميدانيا لقوات الاحتلال في منطقة الزنة شرق خان يونس برشقة صاروخية، كما أعلنت قصف حشود عسكرية صهيونية شرق دوار الغِرْم شمال مدينة غزة. والخميس، قالت سرايا القدس في بيان إنها أسقطت مسيرة صهيونية كانت تحلق في أجواء وسط القطاع. من جهتها، أعلنت كتائب القسام أن عدد الآليات الصهيونية التي استهدفتها منذ بدء التوغل البري في غزة بلغ 720 آلية، فضلا عن تنفيذ 15 عملية َقنص ناجحة خلال الأسبوع الأخير. فظائع في الشمال من ناحية ثانية، تداول نشطاء صورا لفظائع خلفتها قوات الاحتلال، بحق الفلسطينيين، بعد انسحابها من منطقة تل الزعتر ومحيط المستشفى الأندونيسي شمال قطاع غزة. وتمكّن فلسطينيون من الوصول إلى مراكز الإيواء، والمنطقة المحيطة بالمستشفى الأندونيسي، بعد انسحاب الدبابات من المنطقة، ليفاجأوا بجثث متناثرة على طول الشارع في تلك المنطقة. وظهرت آثار التنكيل والتمثيل بالجثث وأشلاء الشهداء، الذين قتلتهم قوات الاحتلال والقناصة، وداستهم الدبابات في المكان، في مجزرة جديدة، ترتكب في نفس المنطقة. وكانت منطقة المستشفى الاندونيسي، شهدت ارتكاب الاحتلال العديد من الفظائع بحق الفلسطينيين، بعد اقتحام المستشفى قبل الهدنة بأيام، وقتل عدد من المرضى والنازحين والطواقم الطبية، وقنص كل من حاول الهروب من المنطقة.