طفت مؤخرا إلى السطح مشكلة حقيقية زادت من معاناة سكان موقع 2000 مسكن بالقطب الحضري سيدي سرحان التابع إداريا لبلدية بوعينان بولاية البليدة، الأمر الذي جعلهم يدقون ناقوس الخطر خوفا على صحتهم من التأثيرات البيئية لشبكة الصرف الصحي. تفاقمت المشكلة تدريجيا خلال الأسابيع الأخيرة، ولم يحتمل هؤلاء السكان تراكم القاذورات والمياه المستعملة داخل الأقبية، لذا استنجدوا بوالي البليدة وكذا مندوب وسيط الجمهورية للولاية، وطالبوا منهما التدخل لأجل القيام بعملية مستعجلة لإصلاح شبكة الصرف الصحي، وإلا سيكون بقائهم في سكناتهم أمرا مستحيلا. في هذا الصدد بلغنا بأن الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية بوعينان، رشيد ربيعي، وفي أطار اختصاص ضمان الصحة العمومية للمواطنين، تنقّل إلى الموقع السكني وأمر موظفي الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره عدل بجلب آلة الحفر وإصلاح الجزء الذي تعرض للانسداد، كما اصطحب معه سيارة المكتب البلدي للنظافة التي قامت برش الأقبية بالمبيدات للقضاء على الحشرات المنتشرة بشكل رهيب أسفل العمارات. غير أن هذا التدخل لم يكن كافيا للقضاء على المشكلة التي تهدّد صحة السكان وسلامتهم، وهذا راجع لشبكة الصرف الصحي الداخلي بحسب ما أفادنا به أحد السكان الذي صرّح متذمرا من فرع التسيير العقاري: «لم يحرك ساكنا لتنقية الأقبية من الأوساخ المتراكمة والسوائل الراكدة"، وأضاف بنبرة حزينة: "نحن نسمع المياه المستعملة تصب في الأقبية وهذا يعني بأن ثمّة مشكلة في ربط قنوات الصرف الصحي الداخلي مع فتوحات القنوات الخارجية". كما أفادت الشكوى الموجهة إلى والي البليدة والتي تحمل ختم البريد الوارد للجماعة الإقليمية، بأن انسداد قنوات الصرف الصحي بموقع 2000 مسكن في سيدي سرحان، راجع أيضا لعدم تعبيد الطرقات، ما يسمح للأمطار يسحب الأتربة، ولهذا السبب طالبوا منه التدخل لديهم لدى وكالة "عدل" وإلزامها بإتمام أشغال التهيئة الخارجية قبل حلول فصل الشتاء المقبل. مختارية بورعدة بدائرة بوعينان قامت بدورها بمعاينة الموقع السكني وتوقفت على معاناة السكان، والذين اشتكوا لها عدم اكتمال أشغال التهيئة الخارجية المتمثلة في تهيئة جدران الدعم، التسييج، السلالم، تعبيد الطرقات، تهيئة مداخل العمارات والمساحات الخضراء. ومرّ على توزيع هذا الموقع السكني قرابة عامين ورغم ذلك مازالت نسبة شغل سكناته لا تفوق 10 بالمائة، بسبب افتقاره المرافق الضرورية أبرزها المدارس، بل حتى فضاءات الألعاب والترفيه للأطفال منعدمة.