شكا ممثلون عن المجتمع المدني استدعاهم والي البليدة، أحمد معبد، من انتشار الحشرات في المجمعات السكنية بفعل مياه الصرف الصحي الراكدة في أقبية العمارات، وحضر الاجتماع ممثل عن الديوان الوطني لتسيير العقاري الذي يسعى جاهدا لتنقية هذه الأقبية. بلغنا من جمعيات ناشطة في المدينة الجديدة بوعينان، بأن بعض المواقع السكنية التابعة للوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره تعرف هي الأخرى ركود المياه أسفل العمارات، ويستدعي ذلك إعادة إصلاح قنوات الصرف الصحي وفق المعايير المعمول بها. وفي سؤال حول أسباب انتشار الحشرات خاصة في موسم الصيف، ردّ مدير البيئة لولاية البليدة، وحيد تشاشي قائلا: "ليس فقط الأقبية والمياه الراكدة بها، بل هناك نقاط سوداء تتراكم فيها مياه الصرف الصحي؛ لأن البليدة تضم محطتين فقط لتصفية المياه المستعملة في بني مراد وبن خليل، وأخرى في طور الإنجاز في بوعينان، وأعتقد أنّ ذلك غير كاف خاصة بعد النمو السكاني الذي عرفته في السنوات الأخيرة". وتابع المتحدّث: "المواطن أيضا له مسؤولية في انتشار الحشرات، وأقصد الذي لا يخرج نفاياته المنزلية في التوقيت المناسب، أي قبل قدوم الشاحنة لرفع القمامة، ذلك أن تعفن الفضلات المنزلية يسهّل انتشار الحشرات بمختلف أنواعها". ولضمان عيش المواطنين في بيئة نقية، أوضح تشاشي بأنّ الوالي كلفه بتنفيذ حملة لرش المجمعات السكنية بالمبيدات طوال الصيف، وهي العملية التي باشرها قبل أيام بالتنسيق مع رؤساء الدوائر العشرة التي تضمها البليدة. وزيادة على ذلك، كشف مسؤول قطاع البيئة في عاصمة المتيجة، بأنّ مجلس الولاية اقترح تعديل دفتر الشروط في آخر اجتماع له لإنجاز البنايات في المستقبل، وذلك لإنجاز قنوات الصرف الصحي خارج الأقبية؛ لأن ذلك يسهل التدخل لإصلاحها في حالة حدوث مشكلة. هذا، وطلب الوالي بإعداد دراسة تقنية تحسبا لاقتناء معدات تتمثل في مضخات تستعمل لإخراج المياه الراكدة، مع إمكانية إعادة إصلاح قنوات مياه الصرف الصحي لاحقا في بعض التجمعات السكنية، خاصة وأن بعضها من نوعية رديئة. وعلمنا في هذا الصدد، بأنّ ديوان الترقية والتسيير العقاري قام بتنقية بعض الأقبية، لكن تسرب المياه جعلها تمتلئ من جديد، ولهذا سيقوم مكتب متخصص بدراسة للنظر في كيفية إصلاح قنوات الصرف الصحي التي يؤدي تسربها إلى ضرر كبير بالبيئة والصحة العمومية، على اعتبار أن انتشار الحشرات يتسبب في بعض الأمراض.