شرعت ولاية الجزائر في تهيئة الوديان بالعاصمة وترحيل القاطنين على جانبيها، تحسبا لحدوث فيضانات جراء الأمطار المرتقبة، وكذا تفاديا لحدوث كوارث كتلك التي شهدها باب الوادى سنة 2001 وغرداية مطلع أكتوبر الفائت.. والتي خلفت خسائر كبيرة في الأرواح والمنشآت ولا تزال آثارها لحد الآن. وكشف مدير البيئة لولاية الجزائر، مسعود تباني، لدى استضافته أمس بفوروم إذاعة ''البهجة'' أنه شرع في إجراء دراسة على 57 بلدية منها العاصمة، من خلال إحصاء السكنات الهشة، للتقليل من تأثير الكوارث الطبيعية على النسيج العمراني، وقدمت بهذا الشأن تعليمات صارمة للمصالح المعنية للتخلص من النقاط السوداء بالولاية لتفادي حدوث فيضانات، مشيرا إلى أن الأمطار المتساقطة ال24 ساعة الأخيرة بلغت كميتها بمنطقة بوزريعة لوحدها 54 ملم. عدة إجراءات تم اتخاذها للتحكم في إنعكاسات الظروف المناخية المصاحبة لفصل الشتاء الذي دخل حسب المختصين قبل موعده فقد أعلن جمال بولشراف رئيس قسم المناخ للديوان الوطني للارصاد الجوية الذي كان ضيفا بفوروم ''البهجة'' عن وضع رادار للتنبؤ بسقوط الأمطار على الولاية الذي يعطي معلومات بالتدقيق عن المناطق المحتمل سقوط الأمطار بها، مما سيسمح كمال قال بالتحكم أكثر في ما يمكن أن تخلفه هذه الأمطار، بالاضافة إلى بث نشرات جوية خاصة غير منقطعة. ويؤكد المتحدث أن الجزائر المعرضة كغيرها من الدول، خاصة الإفريقية للتغيرات المناخية، عليها أن تتهيأ وتحضر نفسها لمواجهة الكوارث كالفيضانات بوضع الإمكانيات التقنية اللازمة وكذا تكوين الموارد البشرية للتحكم في مثل هذه الظواهر الطبيعية، مشيرا إلى أن على المستوى المحلي لا يمكن تحديد المناطق الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية. وبالنسبة لمدير الري بالولاية، إسماعيل عميروش، الذي كان حاضرا في الفوروم فقد ذكر بالإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة آثار التغيرات المناخية سواء أكانت فيضانات أو جفاف، كبناء السدود وانطلاق مشاريع تحلية مياه البحر وكذا إنطلاق برنامج تطهير المياه المستعملة لإستغلالها في المجال الفلاحي، مشيرا إلى أن المياه الجوفية، المياه السطحية وكذا المياه المتأتية من التحلية كل مورد من هذه الموارد يساهم في تلبية ثلث احتياجات سكان الولاية من المياه الصالحة للشرب. كما تحدث ضيوف الفوروم، عن آثار النفايات المختلفة على البيئة والتي هي من صنع الإنسان، الذي ساهم بصفة كبيرة في ظاهرة الإحتباس الحراري نتيجة إستغلاله غير العقلاني للموارد الطبيعية، متسببا في ذلك من تقليص الغطاء النباتي وتراجع الأراضي الصالحة للزراعة وحتى إنقراض بعض أنواع الحيوانات. ------------------------------------------------------------------------