كشفت ساعات نهار أمس الأولى مدى الدمار الذي خلّفته المجزرة الصهيونية الجديدة في مدينة رفح، التي خلفت أكثر من 50 فلسطينيا بين شهيد وجريح، في قصف تمّ على مخيم نازحين في منطقة تل السلطان. وقعت المجزرة في منطقة كان الجيش قد أعلنها منطقة آمنة، كما لم يحذّر سكانها ولم يطلب إخلائها من النازحين، وجاءت بعد يومين من قرار محكمة العدل الدولية إيقاف الهجوم العسكري الصهيوني في رفح فورا. وأظهرت الصور أرضا محروقة أصبحت فارغة إلا من بقايا الخيام وألواح الصفيح التي كان يستخدمها النازحون كسقف أو كجدران، مع دمار واسع لحق بالمنطقة والمركبات المحيطة. كما أظهرت أنّ كل ما يحيط بالمنطقة المستهدفة هو خيام للنازحين، الذين طلب منهم الجيش الصهيوني مع بداية الحرب التوجه إلى "المنطقة الإنسانية" في رفح، ولم يطلب منهم إخلاء المنطقة مرة أخرى. وأفادت مصادر محلية، أن طائرات الاحتلال أطلقت نحو 8 صواريخ صوب خيام النازحين، في منطقة مكتظة بآلاف النازحين، وأن من كانوا داخل الخيام احترقوا، ومعظمهم من الأطفال والنساء. محرقة الخيام لاقت المذبحة الجديدة في رفح إدانات واسعة، بينما زعم جيش الاحتلال الصهيوني أنه قصف مجمعاً لحماس. وفي حين نبّهت وزارة الصحة في غزة إلى أنّه "لم يسبق أن تم في التاريخ تحشيد هذا الكم الكبير من أدوات القتل الجماعي وتوظيفها مجتمعة أمام ناظري العالم كما يحدث الآن في غزة"، شدّد المكتب الإعلامي الحكومي على أنّ الاحتلال استهدف أكثر من 10 مراكز لإيواء النازحين خلال الساعات الماضية، مخلفاً أكثر من 190 شهيداً. وقد استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، الأحد، في غارات جوية صهيونية استهدفت منطقة مخصصة للنازحين في رفح بجنوب قطاع غزة، بعد يومين من قرار "العدل الدولية" وقف الهجوم على رفح. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ طواقمه "نقلت عددا كبيرا من الشهداء والإصابات عقب استهداف الاحتلال لخيام النازحين قرب مقر الأممالمتحدة شمال غربي رفح"، مضيفا أن "الموقع صنّفه الاحتلال منطقة إنسانية". ولم ينف الجانب الصهيوني المذبحة، حيث أكّد جيشه شنّ هجوم استهدف تل السلطان برفح أين يوجد مخيم النازحين، وزعم بأن طائراته هاجمت مجمعا تابعا لحماس كان يقيم فيه كبار قادتها. وادّعى أنه "تم تنفيذ الهجوم ضد مسلحين باستخدام أسلحة دقيقة". وتابع: "نتيجة الهجوم واندلاع حريق في المنطقة، أصيب عدد من الأشخاص غير المتورطين، والحادث قيد المراجعة"، على حد زعمه. غالبية الضّحايا أطفال يقع المخيم الذي تم حرقه في منطقة تل السلطان غربي مدينة رفح، وذكرت مصادر أنّ عددا كبيرا من جثث الشهداء، ومن الإصابات غالبيتهم من الأطفال والنساء، وصلوا إلى عيادة تل السلطان. وأشار شهود عيان إلى أن القصف أدى إلى تدمير وإحراق عدد كبير من الخيام، وأضافوا أن طواقم الإسعاف وجدت صعوبة في انتشال الجثامين المتفحمة. ومن جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن جيش الاحتلال قصف أكثر من 10 مراكز نزوح تابعة للأونروا خلال الساعات الماضية، وأن مناطق ومراكز النزوح المستهدفة هي مناطق اعتبرها الاحتلال آمنة. وأضاف المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن مجزرة مخيم النازحين برفح ترافقت مع خروج مستشفيات المنطقة عن الخدمة، ممّا يزيد من عدد الشهداء. وحثّ محكمة العدل الدولية والمنظمات الحقوقية على ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة، وطالب بفتح معبر رفح للمساعدة في علاج الجرحى نظرا لانهيار المنظومة الصحية بغزة.