واصل الجيش الصهيوني اجتياحه البري شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وشن سلسلة غارات جوية وقصفا مدفعيا على مناطق متفرقة شمال المخيم، ممّا أدى لسقوط شهداء وجرحى. كما حاصرت قوات الاحتلال مدارس تؤوي نازحين في بلدة بيت حانون واعتقلت العديد من الأطفال والرجال. من جانب آخر، وفيما تتكاثف الجهود وتتزايد الدعوات للتهدئة وتفادي الانزلاق إلى حرب إقليمية، ذكرت هيئة البث الصهيونية أن هناك استعدادا للاحتلال للرد على الهجوم الإيراني خلال وقت قصير. توغل الجيش الصهيوني فجر أمس الثلاثاء، شمال قطاع غزة وقصف مسجدا ومنازل، وحاصر مدارس تؤوي نازحين، واعتقل عشرات من الرجال والأطفال وأجبر النساء والفتيات على النزوح. وأفاد مراسلون، نقلا عن شهود عيان، بأنّ آليات عسكرية صهيونية توغلت بشكل مفاجئ وبشكل محدود في مناطق شرق جباليا وشمال بلدة بيت لاهيا وشرق بلدة بيت حانون وسط إطلاق نار وقصف مدفعي كثيف. وذكر الشهود، أنّ الاتصالات انقطعت عن المنطقة التي توغلت فيها القوات الصهيونية في بلدة بيت حانون وشمال غرب بيت لاهيا. وأشاروا إلى أنّ قوات الاحتلال حاصرت مدارس تؤوي نازحين في بلدة بيت حانون وطلبت من جميع الشبان والرجال فيها بالخروج بشكل منفرد والتجرد من ملابسهم. وأفادت مصادر، بأن عساكر الاحتلال أقاموا مركز تحقيق خلف مدرسة "مهدية الشوا" في بيت حانون، واقتادوا الشبان والرجال المعتقلين إليه لاحتجازهم والتحقيق معهم. وذكرت المصادر أن القوات الصهيونية أجبرت النساء والفتيات ،تحت تهديد السلاح، على مغادرة مراكز الإيواء، والتوجه خارج بلدة بيت حانون. وفي السياق ذاته، أفاد نازحون فلسطينيون من بيت حانون بأن الجيش الصهيوني أجبر جميع العائلات في البلدة على مغادرتها، واعتقل عشرات الشبان والأطفال وكبار السن. وبذلك يعمل الجيش الصهيوني على إفراغ بلدة بيت حانون الحدودية من سكانها الذين عادوا إليها خلال الأشهر الماضية بعد انسحابه منها. وفي بلدة جباليا، توغل الجيش الصهيوني مئات الأمتار شرق البلدة وقصف بشكل كثيف المناطق المحاذية لمواقع توغله. وقال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في بيان، إن المقاتلات الصهيونية قصفت مسجد "شهداء الفاخورة" ومنزلا يجاوره يعود لعائلة "ناجي" في مخيم جباليا، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى. وفيما يتعلق بتطورات العملية العسكرية وسط قطاع غزة، أفاد شهود بأنّ الطائرات الصهيونية شنت سلسلة غارات منذ الفجر على شمال مخيم النصيرات ومدينة دير البلح. وحسب مصادر طبية، فإن القصف على مخيم النصيرات أسفر عن تضرر "مسجد سلمان"، واستشهاد إمامه عيسى مقداد. وفي مناطق جنوب القطاع، استشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف استهدف منزلاً في حي "تل السلطان" غرب مدينة رفح، وفق مصادر طبية. كما استهدفت الطائرات الحربية الصهيونية أراض زراعية في منطقتي "حي الزهور" و«خربة العدس" شمال رفح. 3045 مجزرة منذ أكتوبر وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد ذكرت أن الاحتلال ارتكب 7 مجازر في الساعات 24 الماضية، وقد أسفرت تلك المجازر عن استشهاد 68 شخصا وإصابة 94 آخرين. وبهذا يرتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على القطاع في 7 أكتوبر الماضي إلى 33 ألفا و797 شهيد و76 ألفا و465 جريح. وكشف المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة، أن جيش الاحتلال ارتكب منذ 7 أكتوبر الماضي 3045 مجزرة في القطاع، راح ضحيتها عائلات فلسطينية وعناصر طبية وعمال إغاثة. في الأثناء، ألقت قوات الاحتلال منشورات على رفح تحذر فيها النازحين من مغبة العودة إلى مناطق الشمال بوصفها "مناطق معارك". استمرار القيود على المساعدات
من ناحية ثانية، قالت مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، أمس الثلاثاء، إن سلطات الاحتلال تواصل فرض قيود "غير قانونية" على دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها في قطاع غزة. وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم المفوضية في مؤتمر صحافي في جنيف "تواصل سلطات الاحتلال فرض قيود غير قانونية على دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية، وتنفيذ تدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية". اجتياح رفح قريبا كشف إعلام صهيوني رسمي، أن سلطات الاحتلال تعتزم نصب 10 آلاف خيمة قرب مدينة رفح خلال أسبوعين؛ تمهيدا لاجتياح جيشها المدينة بريًا. وقالت المصادر: "هناك 30 ألف خيمة إضافية أخرى قيد الشراء حاليًا، وسيتم نصبها في المنطقة لاحقًا". وتابعت: "بناءً على الجدول الزمني (لنصب تلك الخيام) يمكن القول إن الطريق لإجلاء السكان من رفح لا يزال طويلا". ويصر الكيان على اجتياح رفح بزعم أنها "المعقل الأخير لحركة حماس"، رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها.