كل شيء أصبح جاهزا من أجل أن تكتسح الجزائر موقعا مهما على خارطة الطاقة العالمية، وتكون من أهم البلدان المتطوّرة اقتصاديا وتكنولوجيا، فالفعالية في الأداء، ونجاح في استغلال الثروات الباطنية الهائلة بفضل كفاءة إطاراتها، وعن طريق بناء شراكات مثمرة مع رواد الاستثمار والإنتاج في قطاع الطاقة.. تفعيل الاستكشاف من شأنه أن يرفع من مكانة أكبر دولة في إفريقيا من حيث المساحة إلى احتلال مواقع متقدّمة في قائمة كبار المنتجين للطاقة، في ضوء مؤهّلاتها وثرواتها وتجربتها الرائدة والطويلة ممثلة في مجمع سونطراك العملاق القاري. السياسة الحكيمة لرئيس الجمهورية وتوجيهاته الدقيقة، تقدّمت الجزائر بخطوات جديدة، ووضعت يدها على المزيد من ثرواتها الباطنية لتعزّز مكانتها في سلاسل الإمداد عبر الأسواق الخارجية، باعتبارها أحد أهم المنتجين بالقارة، وموردا كبيرا موثوقا بالنسبة للعديد من الدول الأوروبية، وفي وقت يزداد الطلب على الغاز باعتباره الطاقة الأنظف في سلّة الطاقات التقليدية. جميع المؤشرات تؤكد بأن الجزائر قادمة في ضوء خبرتها الطويلة وثرواتها العديدة، لتحتل موقعا متقدّما في الخارطة الطاقوية العالمية بعد الرفع من طاقاتها الإنتاجية للمحروقات والغاز، وتمثل ال8 استكشافات جديدة المحقّقة من طرف سونطراك في ظرف قياسي لا يتعدى بضعة أشهر، مؤشر قوّي على أن سونطراك في الرواق الصّحيح، وكل الأموال المرصودة للاستثمار ستعكس الإمكانات الحقيقية للمجمع العريق والأكبر في القارة السمراء من خلال تحقيق المزيد من النمو والاستكشاف والتواجد في قلب الأسواق الخارجية. وحرص مجمع سونطراك على التنويع في خوض رهان الرفع من الاحتياطات الوطنية من الطاقة على اختلاف أنواعها، ونجح بفضل قانون المحروقات في استقطاب العملاقين الأمريكيين إكسون موبيل وشيفرون، المنجذبين بفضل ما تتمتع به الجزائر من مزايا تشريعية وأخرى باطنية، ولأن الجزائر في هذا الوقت بالتحديد تتطلع لاستغلال احتياطياتها الضخمة من الغاز بشكل مستدام ومسؤول. وتمثل الشراكات بوابة حقيقية وإطارا متينا، يمكن أن تدفع بالموارد الوطنية نحو الاستغلال والتموين للأسواق الخارجية، على اعتبار أن هذه الشركات الرائدة سواء في أمريكا أو أوروبا بيدها تقنيات تكنولوجيا متطوّرة وخبرة طويلة وعالية من شأنها أن تعزّز جهود واستكشافات سونطراك الناجعة والناجحة، لأن الطاقة صارت المورد والثروة المهمة لتطوير قطاعات أخرى بدورها تملك الإمكانيات للاستغلال والتسويق نحو أسواق خارجية بعد تلبية الطلب الوطني. الجزائر ممثلة في مجمع سونطراك بخبرته ونجاعة رؤيته، لا تكتفي باستغلال أمثل وأعمق للموارد الوطنية الباطنية من غاز ونفط، بل خططت بشكل مبكّر لتكون في طليعة الانتقال الطاقوي، بالنظر إلى احتياطاتها الهائلة، وبدأت في إطلاق مشاريع إنتاج الهدروجين الأخضر مستغلة موارد الثروات الأحفورية لتحقّق الانتقال السلس والمنشود للطاقة والوقود الأنظف، لأنها تنوي استثمار ما لا يقل عن 20 إلى 25 مليار دولار لتجسيد مشاريع هامة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، وهذا بدوره سيضاعف من حجم ضخّها للثروة نحو الأسواق العالمية إن ما تحققه سونطراك خلال سنوات قليلة، سيقودها نحو تحقيق التحوّل الطاقوي بشكل مثير للإعجاب، لأن الجزائر أعلنت عن ثورتها الاقتصادية وثورتها الطاقوية كذلك، وينتظر أن تكون الطاقة مع تنمية جميع القطاعات الأخرى من فلاحة وصناعة وسياحة والتكنولوجيات الحديثة بفضل طاقة الشباب وابتكاراتهم وعزيمة جميع الجزائريين، ولاشك في أن الثروات الطاقوية والباطنية والطبيعية سترسم مستقبلا مزدهرا للجزائر.