لم يعد قطاع الشباب والرياضة بولايتي عين الدفلى والشلف قادراعلى توفير كل مرافق الترفيه بمختلف أنواعها الخاصة بالشباب، بقدر ما هناك مجالس بلدية منتخبة لازالت غائبة عن دورها المنوط بها رفقة السلطات الولائية بالمنطقتين اللتين تتفاوت حجم الفضاءات والهياكل بهما، وكذا درجة استغلالها وفق متطلبات هذه الشريحة الواسعة من أبناء الجهتين حسب المعطيات التي تحوزها “الشعب" وتصريحات المسؤولين والشباب. ومن المفارقات التي تميّز قطاع الترفيه وهياكله وفضاءاته بغض النظرعن حجمه ونوعيته ونقصه ودرجة تلبيته لمتطلبات الشباب، يكمن في غياب التنسيق بين الإدارات المعنية بهذه الشريحة بدأ من الولاية والبلدية وإدارة الشؤون الإجتماعية والشباب والرياضة والثقافة والبيئة، والتي يلاحظ أن عملها وتحركها في الغالب يتم بصفة انفرادية وغير منسجمة، ممّا يجعل بعض المنجزات هياكل بلا روح ومن دون استغلال، وهو ما يعني خسارة وإزهاق وتبذير للمال العام، فلا الشباب استفاد ولا الهياكل صارت ذات مردودية ونجاعة، ليظهر السؤال من المسؤول عن هذا الاختلال الذي يعمّر في استفحال الظاهرة وانعكاساتها؟ وهو ما يفتح مجال التهم المتبادلة وكل قطاع يرمي الكرة في مرمى القطاع الآخر، فغياب التنسيق هو إحدى المعوقات الأساسية في النهوض بهذا القطاع الذي يحتاج الى تظافر الجهود والتنسيق بين التدخلات عندما يتعلق بمشاريع هامة وهادفة تخصص لها الدولة مبالغ ضخمة.وهو ما لمسناه من خلال تصريحات بعض رؤساء البلديات والمصالح القطاعية ذات الصلة بهذه الشريحة. هاجس التأطير ما تمّ استثماره في قطاع الشباب والرياضة كفضاءات للترفيه ضمن مجال نشاط مصالح القطاع ودوره الشبانية، سواء من حيث الوفرة أو النقص المسجل يكشف عن المجهودات الجبارة التي تم تجسيدها ضمن برنامج الوزارة المعنية بالرغم من النقص الذي اعترف به وزيرالقطاع خلال زيارته الأخيرة للولاية، وهو ما أكده لنا علي بوزيدي مدير الشبيبة والرياضة بعين الدفلى. فالعمليات الموكلة للقطاع ابتداءا من 2010 والخاصة بتجسيد مخيم للشباب بواد الشرفة وتجهيز دور الشباب والمخيم الخاص بعين الدفلى ومساحات الجوارية والمركبات الجوارية بكل من سدي لخضر والخميس وعين الأشياخ والملاعب والقاعات الرياضية بكل من بومدفع والروينة والخميس وملاعب لكل القدم وبكل من جندل والروينة والعامرة وترميم المسابح وقاعات النشاطات وبيوت الشباب وغيرها من المرافق ،لم تعد كافية لضمان الترفيه المتكامل، لأن المديرية المعنية تعمل وفق مجالها وصلاحياتها وبرنامجها المسطر، يقول محدثنا مدير القطاع، يبقى العمل المكمل يقوم به قطاعات وهيئات منتخبة أخرى ليكتمل النشاط الترفيهي الناجع الذي يحتاجه الشباب خلال هذه المرحلة. ومن جانب آخر، أكد ذات المسؤول أن جهود وزارته من خلال برنامج الحكومة وفر المناخ الذي يحتاجه الشباب، يبقى على الفاعلين من الجمعيات ولجان الأحياء تأطير هذه العمليات و ونشرها بين هذه الشريحة، لأنّ دور الإدارة يكمن في توفير الإمكانيات والتأطيروالرعية وليس التنشيط. هذا المجال يظهر أنّ قطاعات أخرى ينبغي أن تندمج في العملية البلديات بمنتخبيها وأعضاء المجلس الشعبي الولائي الذين مازال دورهم غير واضح، يقول محمد وسفيان وكريم وجمال ممّن صادفتهم “الشعب" بالعبادية وبومدفع والحسينية والروينة، فتفعيل المجتمع المدني ومرافقته من شأنها خلق أنشطة متنوعة من شأنها استقطاب الشباب من كل الأعمار والفئات. مجالس منتخبة غائبة ومكتبات مغلقة لم تع كثير من المجالس المنتخبة دورها المنوط بها سواء بالمناطق الحضرية أو النائية، وهو ما يفسر غياب الإحتكاك بين هذه الفئات الشبانية، ممّا يجعل حلقة التنافروالإحتجاج على التسيير بهذه البلديات تسجل من هنا وهناك، وعادة ما يكون الهياكل العمومية عرضة للتخريب بسبب انعدام الحوار والتقرب من هذه الشريحة يقول الشاب فريد رفقة زميله أحمد اللذان تساءل عن غياب المساحات الخضراء والحدائق العمومية التي عادة ما تكون فضاءا ملائما للإلتقاء وتبادل الأفكار والترفيه وهو ما يثير امتعاض عشرات الشباب. هذه الوضعية والنقائص في هذا المجال تحرم هذه الفئة من النمو الطبيعي وانعدام الحوار، وهو ما تعيشه كل الحسانية وبطحية وبلعاص والماين وتبركانين والجمعة أولاد الشيخ وواد الشرفة وواد الجمعة جليدة وجندل سدي لخضر والعامرة والعبادية وعين بويحي وعين السلطان وعين الدفلى مقر الولاية وغيرها. وهو ما يفسر أن المنتخبين بهذه البلديات لا تعد هذه المرافق من اهتماماتهم باستثناء مدينتي مليانة والخميس التي تتوفر على هذه الهياكل لكن غير كافية، حسب تصريحات الشباب. ونفس الصورة نسجلها ببلديات ولاية الشلف حيث لازال شباب المنطقة مرتبط بالأنشطة الرياضية، وما توفر هذه الفضاءات كما الحال بواد الفضة وبوقادير والكريمية وحرشون وبني راشد وأولاد عباس وأم الدروع وسنجاس والحجاج والهرانفة وعين مران وغيرها من الجهات المحرومة من هذه الفضاءات بإستثناء المساحات الجورية والتي مازالت بدون حراسة وتسيير، ممّا يعرّضها للتدهور والتلف بعدما استهلكت أموالا طائلة يقول أبناء هذه الأحياء، فباستثناء حديقة العمومية للشرفة ومركز بلدية الشلف، فلا شيء يذكر، والدليل على فضاعة المشكلة هي ساحة التضامن التي عادت مركز للنفايات أمام عيون المسؤولين المحليين. ومن جهة أخرى، فتذبذب نشاط دور الشباب وديوان مؤسسات الشباب صار مهجورا بفعل نقص الإعلام وعزلته. لكن ما يثيرالدهشة والاستغراب أنّ بعض الهياكل التي كلفت الدولة عن طريق وزارة الداخلية والجماعات المحلية أموالا طائلة المتعلقة بإنجاز المكتبات في كل بلدية وأو التجمعات السكانية الكبرى تلقى إهمالا فضيعا في عدة بلديات، كما هو الحال بالعطاف أين تحاصرها الأوحال والبرك المائية ونفس المصير لدى عدة بلديات، لتبقى الحجج التي يقدمها المنتخبون غيرواهية،فاستغلال هذه الهياكل بتعيين الشباب المدمج ضمن عقود ماقبل التشغيل أو الشبكة الإجتماعية من شإنه تنشيط هذا الفضاء الترفيهي لما له من أثر على توجيه وتغيير سلوك الشباب، وجعله عنصرا فعالا ومتفاعلا يخدم مصلحته ومصلحة أباء بلدته، فتضييع هذا المرفق الترفيهي التثقيفي يعد بحق خسارة لأباء المنطقة وناهيك عن إهدار هذه الطاقات وخسارة الأموال التي كلفها المشروع. أين التخييم وبيوت الشباب والحملات التطوعية؟ ضعف التأطير والاتصال يعد من المسائل التي مازالت ناقصة سواء بالشلف أو عين الدفلى وهذاعلى الرغم مما توفر مديرية الشبيبة والرياضة التي تقوم بأنشطة مناسباتية وهذا غير كاف، خلافا لنظيرتها بالشلف التي يكاد يكون النشاط فيها منعدما اللهم بعض التظاهرات التي تعد على الأصابع، وهي أنشطة لاتخدم مظاهر الترفيه التي يحبذها الشباب بهذه الولاية التي يبلغ عدد سكانها أزيد من مليون ونصف. إذا كان التخييم بعين الدفلى يحظي ببعض المبادارات المحلية والتي من شأنها أن تكتمل بإنجاز مخيم بواد الشرفة حسب مدير القطاع زيادة على مرافق بيوت الشباب بحمام ريغة وعين الدفلى، فإن بولاية الشلف فالملف مازال غائبا بإستثناء مناطق تنس، وهو ما يحرم الشباب من هذه المرافق الترفيهية الحيوية وذات التعارف العميق بين هذه الشريحة. لكن تبقى حملات التطوع التي يحبذها الشباب غائبة عن مفكرة المنتخبين بالبلديات التي مازالت تعاني من ضعف الغطاء النباتي والغرق وسط كومة المزابل رغم التعليمات التي أقرتها الحكومة مؤخرا، فاستغلال هذا النشاط يحقق في المقام الأول الناحية الترفيهية لهذه الفئة ومن جانب آخر يوفر محيطا نظيفا لسكان البلديات. حتمية تفعيل المشاريع الاستثمارية الترفيهية الخاصة التشخيص الذي حاولت “الشعب" تعريته وكشف مواطن الإختلال فيه وتعامل الشركاء والمتدخلين فيها، ونقص ثقافة الترفيه وعدم طرحها بجدية وعقلانية ومعرفة نتائجها وإيجابياتها لدى المنتخبين المحليين والإدارات المعنية ومسؤولي الولايتين، كل مظاهر ومعوقات تحتمل على القطاع الخاص التوجه نحو مجال الإستثمارفي القطاع الحساس لما له من فوائد على حد قول النائبين البرلمانيين طواهري ملياني ومحمد ندفيسة، اللذان اعتبرا الدخول في هذا المجال يعد من الإستثمارات الناجحة لأن ميادينه مازالت عذراء ، وهو ما يوفر ويغرس ثقافة الترفيه لدى عنصر الشباب الذي يبحث عن فضاءات لإفراغ هذه الكوامن التي إن لم تجد أرضية للكشف عنها ستؤدي به الى مظاهر مشينة هو في غنى عنها يقول هذان النائبان اللذان أكدا استعداد السلطات الولائية لتشجيع هذه المشاريع بولاية عين الدفلى. أما بولاية الشلف يبقى المشروع الذي منحه وزير البيئة بمنطقة الرادار تعرف تأخرا كبيرا في الإنجاز حسب معاينتنا للعملية التي ينتظرها شباب المنطقة. هذه الوضعية تستدعي إعادة النظر في هذا القطاع الحساس وإشراك كل المتدخلين والمتعاملين ضمن عمل تنسيقي فعال وفق رؤية تشاركية لتسيير هذا القطاع الذي من شأنه تربية اللحمة بين الشباب وتوطيد العلاقات واستثمار الكوامن والقدرات وإزالة الضغوطات مهما كان نوعها، لذا من الضروري إشراك القطاع الخاص في الإستثمارات وفق دفتر شروط وأهداف المتفق عليها حتي نسجل انزلاقات بفعل الحرية التي تمنح لأصحاب هذه المشاريع مراقبتها عبر وسائل نظامية فعالة حتي توفر الجو العام وتحقق الأهداف الخاصة بترقية الشباب وجعله عنصرا فعالا ومتفاعلا مع القيم والأهداف الوطنية.