كثر الحديث في الآونة الأخيرة، عن ظاهرة الاختطاف والجرائم التي يتعرض لها الأطفال من أشخاص أغلبهم شباب، هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا المسلم المسالم، زرعت الرعب في نفوس العائلات الجزائرية، وطرحت أكثر من علامة استفهام حول أسبابها ودوافعها. فرغم الجهود التي تبدل، إلا أن الإجرام ما فتئ يعرف منحى خطيرا في مجتمعنا، تؤكدها الأرقام التي تقدمها مصالح الأمن . يعزوا الكثيرون أسباب هذه الظاهرة، إلى مخلفات العشرية السوداء التي عاشتها البلاد في التسعينيات وتأثيراتها النفسية السلبية على أفراد المجتمع، إضافة إلى غياب الوازع الديني وتقلص دور الأسرة والمدرسة، والأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعانيها بعض الشباب خاصة مشكلي البطالة والسكن. لكن هناك سبب آخر ساهم في اكتساب سلوكيات انحرافية، أدت إلى ارتكاب جرائم بشعة، وهو ما لعبته الصورة التلفزيونية والسينمائية بعقول الشباب، الذي أصبح أسيرا لصور العنف والقتل التي تنقلها أفلام هوليود، أضحت في متناول الجميع عبر فضائيات متخصصة في بث هذا النوع من الأفلام، يزداد عددها من سنة لأخرى، إلى جانب فضاء الأنترنت الذي يفضله الكثير من الشباب لتحميل مشاهد وصور فضيعة عن القتل والذبح... تترسخ في ذهنه لتصبح عادية مع مرور الوقت. ومع الأسف، هناك صحف وطنية لدرجة اعتمادها على أخبار الجرائم ساهمت في تفشي الظاهرة. انطلاقا من كل هذه الأسباب، يتبين أن عملا كبيرا ينتظر جهات عديدة للقضاء على الظاهرة واستئصالها، في ظل تحولات عميقة يعرفها مجتمعنا، ألقت بظلالها على سلوكيات الجزائري، تتطلب توظيف الإمكانيات المتاحة من أجل بناء الشاب كعنصر فاعل في الدورة الحضارية للمجتمع، ونهج سياسة عامة مدروسة تهتم بهذه الفئة ضمن منظومة قيمية أصيلة، لوضع حد لهذا الانهيار في القيم والأخلاق. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.