تشجيع المؤسسات الناشئة للاستثمار في الاقتصاد التدويري تدعم مركز الردم التقني لبلدية قورصو بولاية بومرداس من مشروع انجاز خندق ثالث هو الأكبر على المستوى الوطني بسعة 6 مليون متر مكعب ويتربع على مساحة 157 ألف متر مربع، وهذا بهدف تخفيف الضغط على الخندقين الأول والثاني التي وصلت مرحلة التشبع بسبب الضغط اليومي وحجم النفايات المنزلية التي تتدفق به من مختلف بلديات الولاية التي تفتقد أغلبها لمفرغات عمومية مراقبة بعد تأخر مشروع انجاز هذه الفضاءات بسبب الاعتراضات وتخوفات من التأثير السلبي للمواد الكيمياوية على الأراضي الزراعية والمياه الجوفية. وقفت والي ولاية بومرداس فوزية نعامة على هامش احياء اليوم العالمي للبيئة على مشروع انجاز خندق ثالث لردم النفايات المنزلية والمشابهة بمركز قورصو الذي يعتبر الأكبر من نوعه على المستوى الوطني وبطاقة جمع ومعالجة يومية تصل الى 1500 طن تضاف الى الخندقين الحاليين، حيث كلف المشروع الهام الذي انطلقت به الاشغال شهر مارس الماضي 870 مليون دينار وينتظر تسليمه شهر سبتمبر سنة 2025 بحسب البطاقة التقنية، فيما ستستفيد 28 بلدية من خدمات هذه المؤسسة منها 14 بلدية ببومرداس و14 بلدية من الجهة الشرقية للعاصمة. ويشكل هذا المشروع الحيوي متنفسا جديدا للمنطقة التي تعرف أزمة فعلية في طريقة معالجة والتخلص من آلاف الأطنان اليومية من النفايات التي تصب في مركز الردم التقني لقورصو ومركز الزعاترة ببلدية زموري، وهذا سبب الطابع الفلاحي والغابي للولاية التي تحمل اطارا قانونيا خاصا واجراءات مشددة من أجل حمايتها من ظاهرة التلوث البيئي وتأثيرها المستقبلي على المياه الجوفية بسبب عصارة المياه الحمضية والكيماوية وهذا تماشيا مع المجهودات التي تبذلها الجزائر للحفاظ على الأنظمة البيئية والتنوع البيولوجي والتكيف مع مختلف الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية البيئة ومواجهة ظاهرة الكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية. كما حظي قطاع البيئة بولاية بومرداس بفضل هذه المشاريع المستحدثة بدعم خاص وفق النظرة الاستراتيجية للدولة التي اعطت اهتماما كبيرا لهذا المجال من خلال وضع أطر تشريعية وتنظيمية جديدة تتماشى مع التحديات الراهنة لهذا القطاع الذي بدأ يتخلى عن النظرة التقليدية في معالجة النفايات المنزلية بكل أشكالها نحو التثمين الاقتصادي التدويري عن طريق تشجيع ومرافقة حاملي الأفكار المبتكرة والمشاريع الطموحة لإنشاء مؤسسات مصغرة في مجال الرسكلة واستعادة المواد البلاستيكية، الزجاج، الكرتون وغيرها من المخلفات التي بدأت تحمل في صلبها نتائج عكسية ايجابية بعدما كان ينظر لها كمواد مضرة ومؤثرة سلبا على محيط الانسان وبيئته. في هذا الاطار النفعي للنفايات المنزلية، بدأت الكثير من المؤسسات الناشئة المتخصصة بولاية بومرداس تشق طريقها نحو تحقيق مكاسب اقتصادية عن طريق عملية الرسكلة واستغلال المخلفات البلاستيكية وكل المواد القابلة للاسترجاع والتحويل التي تجمع بمركز الردم التقني لقورصو وعدد من الفضاءات الخاصة بالبلديات التي بادر إليها خواص وشباب يحترفون مهنة الجمع بمركبات متنقلة، مع مواصلة عملية مرافقة ومنح رخص استغلال من قبل مديرية البيئة لفائدة المؤسسات المصنفة وفق شروط محددة، حيث تم بهذه المناسبة منح 7 رخص وقرارات استغلال لعدد من المؤسسات في اطار تثمين الاقتصاد الأخضر والتشجيع على الاستثمار في مجال الطاقات الجديدة الصديقة للبيئة.