شددت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة سامية موالفي لدى وقوفها على واقع تسيير مركز الردم التقني بقورصو غرب بومرداس على "ضرورة الإسراع في عملية الانتقال العملي نحو مرحلة الفرز وتدوير النفايات والتجسيد الفعلي لهذه التقنية الحديثة تماشيا مع إستراتيجية القطاع الهادفة الى تثمين هذا المورد الهام اقتصاديا"، مضيفة بالقول "من الواجب حاليا الذهاب نحو الرسكلة الجيدة للنفايات والاستفادة منها حتى نعطي مدة حياة أطول لهذه المؤسسات وخنادق الردم". قامت أمس وزيرة البيئة والطاقات المتجددة سامية موالفي بزيارة عمل ومعاينة الى ولاية بومرداس توقفت خلالها في عدة محطات تابعة للقطاع مع تدشين عدد من المشاريع والوحدات الصناعية المختصة في رسكلة النفايات، حيث كانت البداية من بلدية قورصو بتفقد وحدة رسكلة الورق وإنتاج مادة السيليلوز وهي من المؤسسات النموذجية التي اقتحمت هذا النشاط الاقتصادي الجديد في سوق وطني واعد وبحاجة الى المزيد من الاهتمام والمرافقة، وهي التوجهات التي تحرص عليها الوزارة الوصية بتشجيع مثل هذه الاستثمارات الجديدة المبنية على مصادر الاقتصاد الأخضر ومرافقة المتعاملين والصناعيين في تجسيد مثل هذه المشاريع الطموحة. ولدى تفقدها مركز الردم التقني بقورصو في المحطة الثانية من الزيارة، قدمت وزيرة البيئة جملة من التعليمات والتوجيهات للمشرفين على المؤسسة من اجل الشروع في تجسيد مخطط العمل وتفعيل دور مركز الفرز بالمركز، حيث جددت بهذه المناسبة الأهداف الإستراتيجية لقطاع البيئة ببلادنا وآفاقه المستقبلية في مجال التثمين الاقتصادي للنفايات عن طريق إعادة التدوير والاستغلال، مشيرة في هذا الصدد "أن عملية الانتقاء ورسكلة النفايات وإعادة تدويرها أصبحت ضرورية بغرض تثمينها في الميدان الاقتصادي وإنتاج الأسمدة الزراعية، وبالتالي تقليل كمية الردم بالخنادق والاقتصار على بعض المواد الصلبة مع التفكير في استغلال باقي المواد العضوية في انتاج الطاقة مستقبلا". كما قامت وزيرة البيئة سامية موالفي بتفقد مركز الردم التقني لمنطقة زعاترة ببلدية زموري، حيث أشرفت على تدشين محطة معالجة عصارة النفايات للتقليل من ظاهرة التسربات وتأثيرها السلبي على المحيط الطبيعي والمساحات الزراعية وكذا الشريط الساحلي، مع دعوتها الى ضرورة التفكير أيضا في إعداد دراسة لإنجاز خندق ثان لردم النفايات استجابة لحجم التحديات التي تعرفها هذه المؤسسة وتخفيف الضغط على مركز قورصو الذي يشتغل فوق طاقته الاستيعابية ويستقبل مخلفات 14 بلدية بالولاية. وشهدت زيارة وزيرة البيئة الى بومرداس محطات أخرى ضمن البرنامج، حيث شاركت موالفي جانبا من المعرض والتجارب النموذجية المتنوعة التي قدمت من قبل المشاركين بدار البيئة، ممثلين في هيئات محلية فاعلة في مجال حماية البيئة، الى جانب جمعيات ونواد خضراء تابعة لقطاع التربية والتكوين المهني، ومؤسسات مختصة اقتحمت مجال الفرز وتدوير النفايات، ثم التوجه الى بلدية أولاد موسى لتفقد وحدة رسكلة واسترجاع الزيوت الصناعية المستعملة وكذا مؤسسة استرجاع النفايات البلاستيكية، وآخر محطة كانت ببلدية حمادي لمعاينة وحدة تجديد العجلات المستعملة، وكلها نماذج رائدة بإمكانها المساهمة في ترقية قطاع البيئة ببلادنا واستغلال موارده الخام والكامنة في تقديم بديل اقتصادي مبني على مصادر طاقة نظيفة ومتجددة.