توصف بالفنانة التشكيلية الموهوبة أو صاحبة الابداع المتميز رغم أنها لم تلج الرواق الأكاديمي ، لأن الشابة حياة كنونة عندما تحمل ريشتها تهزم جميع الألوان وتجعلها بين أصابعها طيعة، وتشكل من خلالها تحفا من اللوحات، والأهم في كل ما تقدمه، تقنيتها الجديدة التي تتفرد بها عن طريق استعمال طبقات من مادة الفنيل ويخيل لك أنها بليونة الفرشاة تنحت صورا في غاية الدقة وصادقة التعبير لكل ما يحمل الحياة، ولا نبالغ إذا قلنا أنها فنانة بأنامل من ذهب، لاننا هكذا وجدناها. ما يشدك في لوحات حياة كنونة هذه الشابة العاصمية التي ترسل صوتا أنثويا جميلا مفعما بالتحدي من أجل الاستمرار في الفضاء التشكيلي، أنها تختزل من خلال البطلة شهرزاد مسارا طويلا قطعته المرأة الجزائرية وأخريات في عدة بلدان من العالم، ولا تتوقف حياة عند تجسيد صورة المرأة العاصمية و القبائلية والشاوية والتارقية والإفريقية، وإنما تنقل لنا من حضارات عالمية، المرأة بلباسها التقليدي في عدة بلدان أسياوية على غرار الصين والهند واليابان وكذا في أوروبا وفي أمريكا اللاتينية، وتطلق على المرأة في لوحاتها تسمية شهرزاد لأن هذه المرأة ستحكي الحضارة وتحكي ما تحمله من أمل للمستقبل كون لوحات حياة كنونة بروح سحرية دافقة. وعبر20 لوحة نسائية تحمل عنوان ألف لون ولون، لأنها تستعمل في فنها جميع الألوان وتحاول أن تخرج موجات عديدة تنتج عن تمازج الألوان ببعضها البعض، ولا تغفل عن الطبيعة لأنها تستحضرمنها أروع المناظر وأجمل المخلوقات على غرار العصافير والأسماك وما إلى غير ذلك. يمكن وصفها بالمثابرة لأنها لم تتكون في أي مدرسة ولم تتلقى تعليما لمبادئ الرسم على يد أي أستاذ، لكنها احترفت هذا الفن بالموهبة والممارسة، فتخلت سنة 2009 عن عملها لأنها تحمل شهادة جامعية، لتتفرغ من أجل تطوير تقنيتها التي اكتشفتها في سن التاسعة عشر، والمتمثلة في استعمال مادة الفينيل عن طريق الفرشاة حيث تضع عدة طبقات من أجل تجسيد خطوط وتراسيم الأشكال على الزجاج. وتنبهر عندما تخبرك حياة أنها حملت الفرشاة وداعبت الألوان في سن الخامسة، ولم تتخلى يوما عن موهبتها وفي سن السابعة عشر اكتشفت قوة اللون الأسود الذي تمكن من ترجمة مشاعرها إلا أنه وبعد فترة لا تتعدى السنتين اكتشفت أنه لا يقول منفردا كل ما بداخلها، وكان عليها البحث في بحر الألوان لتعثر على مادة الفنيل، وعكفت على تطويرها إلى يومنا هذا وكل من رآها من الفنانين المحترفين يشهد لها بأنها تقنية لم يسبقها إليها أحد. يذكر أن اللوحات العشرين للفنانة حياة كنونة تصور إمراة من كل حضارة، لتروي لنا التراث من خلال لباسها التقليدي أو رقصتها التقليدية أو الفلكلورية بلغة تعبيرية خاصة تحتاج إلى التشجيع من أجل تطويرها اكثر، كون شهرزاد في عيون ولوحاة حياة مصممة بشكل جد دقيق ومرهف وبأمانة منقطعة النظير ربما أمانة المهندس المعماري، يمكنك أن تستنبط من نظراتها الأمل والألم في آن واحد، الليونة والقوة، التحدي والاحتراس.. إذا لوحات شهرزاد رحلة تحلق بالمتلقي إلى سماءات عالية من تاريخ الحضارات بل هي تفتح لك صفحة تاريخية وتختزل منها ما قدمته المرأة في حقب سابقة في كل منطقة من العالم. فمن يشد بيد حياة لدفعها أكثر نحو عالم الألوان وما أعمقه، لأنها تحلم بتطوير فنها وعرض إبداعها ليستمتع به أكبر قدر من محبيه، بل لتمثيل بلدها والتأكيد بأنها ليست فنانة تشكيلية فقط بل هي إمرأة مبدعة ومكتشفة لتقنية جديدة متفردة وبصوت تشكيلي متميز فمن يفتح الابواب الموصدة في وجهها؟