ونحن نتجول بأجنحة مصلحة طب النساء والتوليد بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، لفت انتباهنا المراقبة المشددة بالمدخل الرئيسي، كاميرات المراقبة، أعوان حفظ الأمن في كل مكان، يمنعون دخول الغرباء سوى ذوي المآزر البيضاء، حالة استنفار قصوى بالمصلحة.شرعنا في البحث عن سبب الهول الحاصل، وإذ بنا نصطدم بواقع تكرار محاولة اختطاف رضيع من وحدة الأطفال حديثي الولادة، بالرغم من التكتم الكبير على القضية. اقتربنا من أحد أعوان حفظ الأمن بالمصلحة بعد محاولات عديدة للحصول على معلومات حول الحادثة، أكد لنا أن المرأة التي حاولت سرقة الرضيع، قدمت إلى المصلحة. وهي تنتحل صفة امرأة حامل بوضعها وسادة في بطنها لتمويه العاملين، بداية من اعوان حفظ الامن الذين تمكنت من خداعهم مقتحمة الباب الرئيسي للمصلحة، مرورا بالعاملين، والممرضات، وحتى الأطباء. ادعت المرأة حسب تصريح عون حفظ الامن أنها تقطن بالصحراء الجزائرية، ونسيت سجلها الطبي في سيارة زوجها، بهذه الحيلة تمكنت من قضاء ليلة كاملة بإحدى غرف المصلحة دون فحصها من طرف الأطباء، ما يطرح عدة تساؤلات، ويؤشر على احتمال التواطؤ لاسيما وأن الحصول على سرير بالمستشفى ليس بالأمر الهين ويتم على أساس موافقة الطبيب. وحسب حورية العربي عاملة بالمصلحة، فان المرأة سبق وان زارت المصلحة من اجل التخطيط الجيد لعمليتها، وبعد أن تفحصت المكان وبالتحديد في الفترة الصباحية كون المصلحة خالية، ولا يوجد بها عدد كبير من العمال عكس الفترة المسائية الخاصة بالزيارات ،انتهزت الفرصة للمرور عبر المدخل الرئيسي لمصلحة التوليد، حيث قضت الليلة. وبعدها تسللت إلى وحدة الأطفال حديثي الولادة، متحججة برؤية مولودها بعد أن تخلصت من الوسادة قصد ارضاعه. غير أن الممرضة صبيحة العاملة منذ سنين بالمستشفى، كانت متواجدة في تلك الأثناء بالمصلحة، راودتها شكوكا ولم تصدقها، فطلبت منها ان تعطي لها اسم الرضيع، فأعطتها اسم طفل متوفي لتقوم بتبليغ المكلفة بإعطاء الحليب للرضع مليكة لونيسي، وبعد التفطن لمحاولة الاختطاف تم إشعار مصلحة الأمن التابعة لدائرة أمن سيدي امحمد، التي اوفدت اعوانا على الفور وألقوا القبض عليها. وحسب المعلومات التي استقيناها في الاستطلاع بالمستشفى، فان المرأة عاقر، ولا تستطيع الإنجاب وخططت للعملية بتواطؤ مع زوجها الذي يقبع في السجن، علما أنها قامت بتمويه جميع اقربائها، وإيهامهم بأنها ستنجب طفلا ما آثار استغرابهم، وهو ما عزز شكوك أعوان الأمن المكلفين بالتحقيق والتحري. والغريب في الأمر حسب أعوان حفظ الأمن الذين تحدثنا معهم فان تكرار محاولات اختطاف الأطفال الرضع من مصلحة النساء والتوليد، يثير السؤال المحير ويبعث عن القلق فلم يمض إلا شهرين عن قضية المرأة التي اقتحمت المصلحة مرتدية مئزرا ابيضا ومتنكرة بالحمل معها مشروبا ساخنا، حيث تقدمت إلى والدة رضيع حديث الولادة ،وطلبت منها تسليمه، بحجة أخذه من أجل تلقي اللقاح، إلا أن المرأة تسللت خارج المصلحة حاملة معها الطفل، وتم إحباط محاولتها من طرف سائق «كلوديستان» يقل المرضى والركاب من المستشفى، علما أن التحقيق انتهى أول أمس، حيث امر وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي امحمد بإيداع المتهمة رهن الحبس.