منذ زمن غير بعيد كانت الجرائد اليومية تنقل إلى كل ولايات الوطن باستعمال الطائرات الطوافة (أي الصغيرة من أجل نقل كل الجرائد الصادرة بالعربية والفرنسية دون أن يشعر أي مواطن بغياب حقه في الإعلام). ويرجع ذلك إلى الإستراتيجية المتبعة آنذاك لتغطية غياب وسائل الإعلام الثقيلة كالإذاعات المحلية والتلفزيون، وبعد أن جاء عهد التعددية الحزبية ظهرت الكثير من العناوين الخاصة التي تجاوز عددها أكثر من 154 عنوان، ما فتح الباب أمام الاستثمار في المطابع العمومية والخاصة وأصبحت بعض الصحف الخاصة قادرة بمواردها المالية على شراء مطابع باستطاعتها طبع كل العناوين. وبعد أن تجسد انجاز أول مطبعة بالجنوب في ورقلة، والتي تقوم بطبع وتوزيع العديد من الجرائد بولايات شرق البلاد، و هو الأمر الذي لاق استحسان المواطنين، إلا أن ذلك غير كاف بسبب بعد المسافة بين الولايات المشكل الذي يؤرق الموزعين، خاصة وأن المسافة أحيانا تفوق 1000كلم، ما حال دون وصول الجرائد في أوانها المحدد، وأعطى المجال لاستعمال التكنولوجيات الحديثة، وأثر على مردودية المقروئية لدى العديد من الصحف، حيث أصبحت محصورة على من يتقن التحكم فيها واستعمالها . وفي المقابل أثر مشكل الاشهار على الصحف الصغيرة ما حال دون وصول هذه العناوين إلى المواطنين على الرغم من حرص الدولة على تطوير مجال الإعلام والاتصال وفتح السمعي البصري أمام الخواص. وبقي هذا الوضع سائدا في عهد التعددية الإعلامية وعصر العولمة في ظل عدم بروز أي أمل لمشروع مطبعة بشار الحلقة المفقودة بعاصمة الجنوب، ما أثار الكثير من الجدل حول مصير هذا المشروع المعول عليه لتغطية الجنوب بالصحف اليومية، وكذا المساهمة في خلق مناصب شغل جديدة لسكان المنطقة. بعد المساعي الحثيثة التي قام بها والي الولاية عبد الغاني زعلان لدى السلطات العليا والمحلية، وأيضا بعد زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال الذي وقف شخصيا على المشروع الذي سيرى النور في الفاتح من نوفمبر 2013 والذي تنجزه مؤسسة الطباعة بالجزائر، بغلاف مالي قدره 689 مليون سنتيم وتصل طاقة طباعتها إلى 35 ألف نسخه يوميا. وينتظر أن تغطي المطبعة 05 ولايات في الجنوب، وتوفر 100 منصب شغل، ما سيضمن لأهل المنطقة الحق في الاعلام. وتظهر الأصداء التي رصدتها ''الشعب''، بتراب الولاية حول المشروع ارتياح كبير في أوساط المجتمع المدني ببشار خاصه الفئة المثقفة من أساتذه ورجال الإعلام والثقافة، معربين عن فرحتهم بهذا المكسب الذي بإمكانه توفير الصحف اليومية بجميع عناوينها في الأكشاك فور صدورها مباشرة، وكذا بعض المجلات الاسبوعيه والشهرية التي كانت في وقت سابق تطبع بمطبعة الولاية. وفي هذا الإطار صرّح الأستاذ ''ب.خليفة ''أستاذ جامعي بقوله: ''هنيئا لسكان الجنوب بهذا المشروع، وأستشرف آفاقا واعدة لهذه المطبعه''، شاكرا يومية ''الشعب'' التي منحته الفرصه للتعبير عن رأيه مشيرا إلى أنه من قرائها، واستغرب غياب يوميتي المجاهد و الجمهورية في الجنوب. من جانبه تمنى ''ع.بوسماحة'' التوفيق والنجاح لمن سيشرفون على المطبعة، مثمنا جهود والي بشار المبذولة في سبيل تجسيد هذا المشروع على أرض الواقع. وبدوه عبرالأستاذ '' د. بشير ''، عن أمله في أن يكون التعاون متواصلا بين المثقفين والمشرفين على المطبعة، مشيدا بانضباط المشرفين على انجاز المطبعة.