ميهوبي يشيد بدور الصحافة العمومية في مواكبة مسار تطور البلاد أشاد السيد عز الدين ميهوبي كاتب الدولة المكلف بالاتصال أمس بدور الصحافة العمومية في مواكبة مختلف التطورات التي مرت بها البلاد، وإسهامها الفعال في الحفاظ على تطور الدولة، واصفا إياها بالمدرسة والمكسب الكبير الذي ينبغي المحافظة عليه. وقال السيد ميهوبي الذي اشرف أمس على تشغيل آلتي طباعة جديدتين بمطبعة الوسط ومطبعة "سمبرال"، أن "المشهد الإعلامي الجزائري لا يمكن تصوره دون صحافة عمومية، التي واكبت مسيرة الدولة الجزائرية منذ أيام الثورة التحريرية إلى يومنا، حيث دأبت على تقديم خدمة عمومية ذات نوعية، وحافظت على مسار تطور الدولة ومواكبتها لمختلف عمليات التنمية". وبعد أن سجل الوفاء الكبير للجمهور لمتابعة الصحافة العمومية ذكر كاتب الدولة بالحضور القوي للصحف العمومية في مختلف الأحداث الكبرى التي مرت بها الجزائر، بما فيها أثناء العشرية السوداء، مؤكدا ضرورة تثمين جهود الجيل الجديد من الصحفيين ولا سيما من خلال تكوينهم. واعتبر ممثل الحكومة أن ما ينقص الصحف الوطنية العمومية الستة التي أخرجت كبار الصحفيين العاملين في القطاع اليوم هو "المزيد من المبادرة في تناول القضايا الكبرى بعيدا عن الإثارة، مع تقديم منتوجها في شكل أفضل وجودة أكبر"، وفي هذا الصدد ثمن السيد ميهوبي الذي عاين بمناسبة زيارته الميدانية مختلف أقسام جريدتي "المجاهد" و"أوريزون"، مبادرة هذه الأخيرة على إصدار طبعات مناسباتية، على غرار تلك التي يجري تحضيرها بمناسبة العيد العالمي للمرأة المصادف للثامن مارس. ولم يتجاهل كاتب الدولة المكلف بالاتصال المجهودات الكبيرة التي بذلتها مؤسستا الطباعة للوسط و"سمبرال" في مواكبة تطور المشهد الإعلامي الجزائري، ومسايرة مسار الانفتاح على التعددية الإعلامية، منوها بالثمار التي وصلت إليها هاتان المطبعتان اليوم مع تحديثها لوسائل عملها للاستجابة للتزايد الكبير للطلب على الطبع في الجزائر والذي بلغ في أيامنا هذه -حسب السيد ميهوبي- نحو 2,5 مليون نسخة يوميا، تمثل حوالي 300 نشريه يومية ودورية، أي بمعدل نشرية لكل 15 مواطنا. وقد اطلع ممثل الحكومة بمطبعة "سمبرال" على مختلف مميزات الطابعة الجديدة التي اقتنتها هذه المطبعة بتمويل ذاتي قارب 200 مليون دينار، وحسب الرئيس المدير العام للمؤسسة السيد محمد إعيسيوان، فإن هذه الطابعة الحديثة التي سمحت بتحسين جودة الطبع، ستمكن المؤسسة من توسيع سوقها الذي يشمل اليوم 8 جرائد يومية و3 جرائد أسبوعية، حيث تصل طاقة الطبع للطابعة الجديدة إلى 45 ألف نسخة في الساعة، مع القدرة على طبع جرائد من 32 صفحة ب8 صفحات ملونة، كما يمكنها أن ترفع قدراتها الإنتاجية اليومية من 120 ألف نسخة يوميا في الوقت الحالي إلى 300 ألف نسخة، حسب مسؤول "سمبرال" الذي عرض على كاتب الدولة مشروع المؤسسة لإنشاء مطبعة جديدة بمنطقة وادي السمار بالعاصمة. وبمقر مؤسسة الطباعة للوسط بباب الزوار، أشرف السيد عز الدين ميهوبي على تشغيل الطابعة الجديدة، التي اقتنتها المؤسسة مؤخرا لتدعم بها الطابعات الثلاث الأخرى التي تملكها، مع الإشارة إلى أن هذه المؤسسة تطبع نحو 60 بالمائة من مجموع ما ينشر بالجزائر حيث تتكفل بسحب أكثر من 221 ألف نسخة لحوالي 95 عنوانا بين يوميات وأسبوعيات وجرائد دورية، علاوة على مساهمتها في طباعة أكثر من 20 مليون كتاب من المنشورات المدرسية. وفي سياق إسهامها في مجهود الدولة لإقامة شبكة من المطابع الجهوية وإيصال الجرائد إلى المواطن في يومها عبر مختلف جهات الوطن، أقامت مؤسسة الطباعة للوسط مطبعة جديدة بورقلة، تتكفل حاليا بسحب 21 يومية، كما انطلقت في مشروع آخر بتكلفة إجمالية تصل إلى 40 مليار سنتيم يتضمن إنشاء مطبعة جديدة أخرى ببشار، حتى تضمن تغطية مناطق الجنوب الغربي للوطن، ومن المقرر أن يشرع في تشغيل هذه المطبعة الجديدة خلال السنة الجارية، حسبما أكده كاتب الدولة للاتصال، الذي أبرز أهمية الجهود التي تبذلها المطابع في سبيل تحسين الخدمات في مجال الطباعة وتوسيع فضاءات الطبع لإيصال الجريدة إلى المواطن في يومها ومن ثمة ضمان حقه في الإعلام، معتبرا أنه "لولا هذه الجهود الكبيرة لما وصل عدد اليوميات التي تصدر في الجزائر إلى 75 يومية، ولما وصلنا إلى تغطية أكثر مما هو مطلوب من حيث التجهيزات". فيما أشار في المقابل إلى ضرورة أن تقدر هذه المؤسسات العمومية حتمية التعامل البراغماتي وفق القواعد الاقتصادية، حتى تضمن لنفسها مزيدا من التطور والتحكم في التقنيات العصرية، مؤكدا بأن السلطات ستعمل مستقبلا على تحسين التوزيع الذي لا زال يمثل عائقا أمام العديد من الناشرين.