أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة على التلازم بين الوطنية والمواطنة والحرية، معتبرا بأن الحركة الكشفية المشتلة التي تنمو فيها مبادئ روح المسؤولية، الخدمة العامة، العمل الجماعي واحترام الآخر، وبناء الشخصية الفردية والجماعية والتسامح والابتعاد عن العنف فعلا وقولا، تمثل هذه المبادئ والسلوكات كما قال التأسيس الحقيقي للمواطنة الفاعلة والديمقراطية التشاركية . أبرز رئيس المجلس الشعبي الوطني في الكلمة التي ألقاها بمناسبة افتتاح المؤتمر الكشفي العربي ال27 الذي انطلقت أشغاله أمس بنادي الصنوبر ويمتد إلى غاية 29 ماي الجاري، باعتباره مكلفا من رئيس الجمهورية الذي نظم تحت رعايته أن «الجزائر تعرف بحكم تجربة شعبنا المريرة أن العنف والإرهاب من أكبر الكوارث التي تهدد امن المواطن، حتى تنتزع منه مواطنته الشرعية، ولا سبيل للتخلص من هذه الآفة التي أصبحت عابرة للقارات وتسيء بل تشوه ديننا الحنيف وتزعزع الاستقرار في كثير من بلداننا، إلا بحرمانها من نشر فيروساتها وهي الكراهية والتعصب، ونشر روح التسامح والحوار، وتوسيع قاعدة الممارسة الديمقراطية التشاركية». ويرى انه من المستعجل «أن توجه جميعا شعوبا وقيادات إلى معالجة قضايانا الحقيقية، وإقامة تحالف ضد التخلف ومضاعفاته، وتكثيف كل الجهود لخوض غمار التنمية في إطار العدالة الاجتماعية». وأكد القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم أن المؤتمر الكشفي العربي ال27 الذي حضره 300 مشارك إلى جانب رئيس وأعضاء اللجنة الكشفية العربية ورؤساء الجمعيات الكشفية العربية ل 18 دولة عربية، والأمين العام للمنظمة الكشفية العربية، وممثلين من الأقاليم الأوروبية والمنظمات الدولية المتعاونة، أن المؤتمر يكتسي أهمية كبيرة لأنه انعقاده صادف خمسينية الاستقلال التي تحتفل بها الجزائر، وتقديرا للرسالة التي مات من أجلها جحافل من الشهداء الأبرار من بينهم مؤسس الكشافة الإسلامية محمد بوراس. وذكر بن براهم بان الحركة الكشفية عايشت استقلال الدولة، وهي تحتفل هذه السنة بالذكرى ال100 من تأسيسها، أن هناك واقعا جديدا كما قال لابد من التأقلم معه، مؤكدا ضرورة إيجاد سبل للتواصل مع جيل «الفايس بوك» وشبكات التواصل الاجتماعي، لاستقطاب الشباب من أجل تنشئة مواطن فعال يمكن أن يساهم في تسيير الشأن العام، ويكون عنصر بناء ديمقراطي وفاعل أساسي داخل تحولات المجتمعات بعيدا عن العنف والتعصب. وأكد في سياق متصل على ضرورة الحفاظ على وطنية الأمة العربية، مبرزا بأن الحركة الكشفية تؤمن بالقيم التي تربى عليها الأجيال، وهي قيم عالمية، ويرى انه لابد من الجمع بين قيم الأصالة الكشفية والاحتياجات العالمية، وتقديم النموذج الذي يبحث عنه الشباب في العالم، مشيرا إلى أن الجزائر تعرف قيمة السلم والمصالحة، وهي التي عاشت عشرية كاملة من اللاأمن. وفي مداخلات قصيرة عبر رؤساء اللجان الكشفية العربية والعالمية عن الحاجة الماسة لتنشئة الأجيال على القيم السامية التي أسست عليها الحركة الكشفية، وهي قيم عالمية، مشيرين إلى أن هذه الأخيرة تعد منبت للرجال. وتجدر الإشارة إلى أن المنظمات الكشفية العربية قامت بتكريم رئيس الجمهورية، بإهدائه درع البيت العربي الكشفي سلمه رئيس اللجنة العربية الكشفية لرئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة.