أجمع رؤساء الوفود المشاركة في الندوة حول الجاليات المغاربية في الخارج، على أهمية الأفكار الواردة في كلمة بلقاسم ساحلي، كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، نظرا لما حملته من توجهات عملية قادرة على تفعيل هذا القطاع بالاتجاه الأحسن.. وهذا من خلال وضع آليات موحّدة في التعامل مع ملف كهذا. وثمّن محمد مختار مازن، سفير ليبيا بالجزائر، المسعى القائم على متابعة أوضاع الجالية المغاربية في الخارج.. منوّها بعقد هذه الندوة من قبل الجزائر قصد إبقاء خيط التواصل بين العائلات وأفرادها في البلدان الأخرى.. والمهاجرين ودولهم الأصلية. وستسمح هذه الندوة من أجل وضع الأسس الكفيلة والآليات المشتركة، تمكّن هؤلاء من الوصول إلى استحقاقاتهم.. وكذا للحفاظ على ثقافتهم ولغتهم، والأكثر، الصّلة الوثيقة ببلدهم لتحقيق التنمية المنشودة، للمشاركة في الرفعة والإزدهار.. مذكرا بأهمية لجنة متابعة أوضاع الجالية.. تضم كافة القطاعات لإنجاز التنسيق والمواقف تجاه الدول المستضيفة لجاليتنا. أما رئيس الوفد التونسي، لحبيب لوزي، فقد ذكّر بالمواعيد الخاصة باللقاءات المرتقبة للجاليات بالخارج، الأول سيكون في باريس قريبا والثاني يومي 17 و18 جوان بجنيف والثالث في 3 و4 أكتوبر.. وهو رفيع المستوى. وأبرز لوزي، أهمية هذا اللقاء، نظرا لظروف الأزمة في أوروبا، وتداعياتها على الجالية المغاربية التي تعيش وضعا متدهورا بسبب حرمانهم من حقوقهم منها الضمان الإجتماعي.. مضيفا أنه لابد من إشراك الهجرة في التنمية، مع إبراز تراجع ما يعرف بالهجرة النظامية، وهذا كله يؤدي إلى القول بأن انشغالاتنا متشابهة وطموحاتنا تتماشى مع كل هذا التوجه القائم حاليا، ألا وهو التوافق في الإقتراحات، وهنا أشار لوزي إلى مسألة حرية تنقل الأشخاص والدفاع عن الحقوق الأخرى. أما محمد بونوة، رئيس الوفد المغربي، فاعتبر بأن لهذا اللقاء صبغة بالغة وأهمية عظيمة مثمّنا بما جاء في كلمة ساحلي، خاصة اللجنة الإستشارية من أجل مسعى تفاوضي واحد. ودعا إلى مقاربة خلاقة وبرامج متجددة لمواجهة التحديات لتحسين الأداء لجاليتنا في الخارج.. وهذا من خلال دعم إندماجهم.. وكذلك إبراز التجربة المغربية وتقديم مقترحات لترقية وضعية الجالية. في حين ركز رئيس الوفد الموريتاني بالله ولد مكية على مسألة استعراض التجارب بين البلدان المغاربية في تسيير ملف الجالية.. منها على الأخص تنسيق المواقف.. مؤكدا على ضرورة إيلاء العناية لمسائل الأجور والتأمينات والوثائق.. وانتظار البحث في تنسيق الجهود لحل مشكل البطالة، والحماية من المخدرات. أما عبد المالك مجبر، ممثل الأمانة العامة للإتحاد المغاربي، فقد اقترح تشكيل فريق مغاربي للتنسيق والإعلام والمتابعة للتحاور مع البلدان المستقبلة لجاليتنا.. مشددا على سياسة مغاربية موحّدة في هذا المجال وإحداث تواصل دائم وتفعيل الفريق المغاربي للتنسيق والإعلام والمتابعة واتخاذ إجراءات لتفعيل لجنة الشؤون الإستشارية ومتابعة تداعيات كراهية الآخر في أوروبا. وتواصلت الأشغال في جلسة مغلقة.. وفق جدول أعمال يتشكل من 4 نقاط أساسية وهي تشخيص صعوبات الجالية وسبل حمايتها اجتماعيا وعرض التجارب الوطنية وتنسيق النشاط الجمعوي، وفي مناطق النزاعات. ونشير إلى أن هذه الندوة عرفت مشاركة كل من وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبوعبد الله غلام الله ووزير التربية الوطنية بابا أحمد عبد اللطيف بالإضافة لوفد جزائري هام.