كشف وزير الدولة المكلفة بالجالية الوطنية في الخارج، بلقاسم ساحلي، عن لقاءات جمعته بعدد من مسؤولي الإتحاد الأوروبي لبحث سبل تسهيل تنقل الجزائريين إلى مختلف دول الضفة الشمالية من البحر المتوسط، وأعلن أنه أبلغ سلطات بعض الدول الأوروبية عن عدم رضا السلطات الجزائرية ببعض الممارسات التي يتعرض لها الرعايا الجزائريون. كما أكد أن الجزائر تلقّت التزاما رسميا من السلطات العراقية باستقبال وقد قنصلي للاطلاع على واقع السجناء الجزائريين بالعراق. تحدث الوزير المنتدب المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، خلال استضافته في حصة »لقاء الأولى« لقناة الإذاعية الأولى، عن مساعي جادة تقودها السلطات العمومية من أجل التوصل إلى إبرام اتفاقيات تسهيل تنقل الأشخاص مع عدد من شركائها الأوروبيين.وأشار ساحلي على سبيل المثال إلى اللقاء الذي جمعه مؤخرا بالجزائر مع كاتبة الدولة البلجيكية للجوء والهجرة ماجي دي بولك, والذي تمخض عنه إنشاء آلية عمل جزائرية- بلجيكية للتباحث في المسائل المتعلقة بتنقل الأشخاص بين البلدين. وأشار ساحلي إلى أن الآلية هذه تضم خبراء جزائريين وبلجيكيين للتباحث خلال الأسابيع القادمة في »جميع المشاكل المطروحة والمسائل العالقة« الخاصة بالجالية الجزائرية ببلجيكا ولا سيما تلك المتعلقة بتنقل الجزائريين نحو هذا البلد. وشدد في ذات الوقت على الأهمية التي توليها الحكومة الجزائرية للشق الإنساني في علاقاتها مع مختلف الدول لما له من »ارتباط وتأثير وثيقين« على العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية. ومن جهة أخرى تطرق ساحلي إلى صيغة »التأمين على ترحيل الجثامين« التي يتم تسويقها من طرف شركة التأمين والادخار والصحة »سابس«، مشيرا إلى أن مبلغ تأمين نقل جثمان الشخص المتوفى من أفراد الجالية الجزائرية قد حدد ب 2500 دينار سنويا مع وجود تخفيضات لعمليات التأمين العائلي والجماعي. كما تطرق من جهة أخرى إلى موضوع جوازات السفر البيومترية التي سيتم توسيع العملية الخاصة بها في ظرف شهرين كأقصى حد لتشمل كافة المراكز القنصلية في فرنسا قبل أن تمس في مرحلة ثانية التمثيليات الجزائرية في أوروبا والأمريكتين وفي الدول العربية. وفي موضوع آخر أعلن كاتب الدولة إمكانية تنصيب المجلس الوطني الاستشاري الخاص بالجالية الجزائرية بالخارج نهاية السنة الحالية أو بداية سنة .2014 وأكد ساحلي أن تنصيب مثل هذا المجلس الذي أقره رئيس الجمهورية من شأنه العمل على »إرساء جسور التواصل بين أبناء الجزائر من جهة وخلق شراكة مستدامة بين الكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج ونظرائهم بالداخل من جهة أخرى«. وأضاف أن الاستشارات مع ممثلي الجالية الوطنية بالخارج جارية في الوقت الحالي في محاولة من الحكومة لتنظيم وهيكلة هذه الجالية التي تعاني من »نقص« في هذا المجال -كما قال- وأشار الوزير إلى أن المقاربات التي يطرحها قطاعه لحل هذه الإشكالية ما أسماه بالمقاربة الاجتماعية المهنية- تقتضي تنظيم المهاجرين عن طريق تخصصاتهم داخل جمعيات تعكس انشغالاتهم وتطلعاتهم ومشاكلهم. وبخصوص وضعية السجناء الجزائريين بالعراق، أكد كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج أن الجزائر تلقت التزاما رسميا من السلطات العراقية باستقبال وقد قنصلي جزائري للاطلاع على واقع السجناء الجزائريين بهذا البلد، مشيرا إلى وجود فرصة للقاء مسؤولين عراقيين وجزائريين على هامش القمتين الاقتصادية العربية والإسلامية التزم خلالها الطرف العراقي باستقبال وفد قنصلي جزائري للاطلاع على أوضاع السجناء الجزائريين بالعراق. وأضاف بأن هذا اللقاء ستعقبه زيارة منظمة لأهالي هؤلاء السجناء وذلك فور موافقة السلطات العراقية على الاقتراح الجزائري بشان تاريخ هذه الزيارة. وأكد ساحلي بأن الجزائر »في انتظار هذه الموافقة حتى يتم معالجة هذه القضية بشكل نهائي«وتأتي تصريحات ساحلي في أعقاب استدعاء الخارجية الجزائرية شهر أكتوبر الماضي لسفير العراق بالجزائر أين تم لفت انتباهه بحزم إلى غياب التعاون من طرف السلطات العراقية المعنية حول مسألة الرعايا الجزائريين المعتقلين في العراق. وأعلن كاتب الدولة المكلف بالجالية في الأخير عن إطلاق موقع إلكتروني بالتنسيق مع الوزارة المعنية حتى يكون »منبر لتواصل الجالية الجزائرية مع مختلف المؤسسات الاقتصادية«.