كشفت الندوة العلمية المنظمة بمؤسسة الأرشيف في خمسينية العلاقات الدبلوماسية الجزائرية الأندونيسية عن الوجه الآخر للثورة التحريرية الممثل في الدبلوماسية التي كسرت الحصار الاستعماري الفرنسي واخترقت جدار الصمت معرفة اكثر بعدالة القضية الجزائرية، وهي قضية أعطاها مؤتمر باندونغ سنة 1955 قوة الانتشار واعتلاء المشهد الدولي في خارطة سياسية متغيرة. أبرز هذه الحقائق أساتذة جامعيون ونواب ل «الشعب» على هامش الندوة التي نظمت أول أمس بمبادرة من سفارة أندونيسيا بالجزائر واحتضنتها مؤسسة الأرشيف الوطني. في هذا الإطار صرح الدكتور عمار طالبي «أن الندوة في غاية الأهمية لأنها قربت لنا البعيد وعرفت بجانب من النشاط السياسي لجبهة التحرير الوطني في المجال الدولي، رغم أن الجزائر لم تكن دولة لها مكانة في مؤتمر باندونغ لكنها استطاعت المشاركة في هذا المحفل بوفد وضع للمؤتمرين حقيقة القضية وتبليغ الثورة». وحسب الدكتور طالبي فقد كان للثورة المسلحة الجانب السياسي الذي يمثل لسانها في المحافل ويدعمها لأن الثورة الجزائرية وحدت نفسها في جبهة واحدة ولم تكن لها فصائل متضاربة مثلما تعيشه فصائل التحرر في العالم العربي. فالجمع بين العسكري والسياسي بجبهة واحدة أدى إلى النجاح والاستقلال. من جهته يرى الدكتور عامر رخيلة أن مؤتمر باندونغ يعد الخطوة الأولى لدبلوماسية الثورة الجزائرية التي أظهرت حقائق التحرر الوطني غير المروج من الاستعمار الفرنسي، وساهمت في هذه القفزة النوعية للكفاح الجزائري. اندونيسيا التي قبلت باستضافة وفد جبهة التحرير الوطني في وقت لم تسمح به المعادلة الدولية السائدة آنذاك سواء من خلال موقف المعسكر الشرقي أو الغربي. ساهم في القفزة أيضا القادة التاريخيون لحركة الافروأسيوية عبد الناصر، تيتو، نهرو بصفتهم زعماء تلك المرحلة التاريخية. ويرى النائبان بالمجلس الشعبي الوطني أحمد لاما وعمارة شهرزاد أن ما حققته دبلوماسية الثورة من اختراقات للحواجز الاستعمارية وممنوعاتها واقتحامها المحافل الدولية بدءا من مؤتمر باندونغ جديرة باهتمام الباحثين والمهتمين بمسار التحرر الوطني. وهي محطات مضيئة من التاريخ الوطني الواجب تأليفه وإطلاع النشئ به كونه يخص الذاكرة الجماعية. وتأسف محمد عباد رئيس جمعية مشعل الشهيد كون هذه المبادئ التي اعتمدها مؤتمر باندونغ وساهمت فيها الجزائر الثورية المكافحة أنذآك تعرف الاختراق في وضح النهار منة قبل دول تقدم نفسها حامية للنظام العالمي رافضة المساس باستقراره.