أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد العزيز زياري على ضرورة تطوير وسائل وأدوات الإدارة لقطاع الصحة وهيكلة تمويل الرعاية الصحية، وتقديم الدعم لعملية التحول الوبائي من خلال خدمات وقائية وعلاجية وتعزيز المراقبة الصحية وتعزيز مهارات القطاع وتطوير الموارد البشرية، والاستفادة من برنامج الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لقطاع الصحة في الجزائر، في إطار الشراكة. وأبرز الوزير زياري خلال كلمة الافتتاح التي ألقاها في أشغال ملتقى رفيع المستوى لوضع إستراتيجية لمكافحة الأمراض غير المعدية في الجزائر مثل أمراض الجهاز التنفسي، أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم السكري والسرطان المنظم أمس بنزل الماركير والذي يدوم يومين أن البرنامج يدخل في سياق الدعم على الخدمات الأساسية في إطار اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، التي وقعتها الجزائر في عام 2002 ودخلت حيز التنفيذ في عام 2005. أوضح الوزير بأن هذه الأمراض بمثابة مشكلة صحية عامة رئيسية في الجزائر، مشيرا إلى أن الهدف من اللقاء وضع مشروع إستراتيجية متكامل لمكافحة الأمراض غير المعدية، ويتعلق الأمر بوضع خطة إستراتيجية وطنية متعددة القطاعات تهدف للحد من عوامل الخطر والأمراض غير المعدية وهذا من أجل التكامل والكفاءة والاستدامة ،مطالبا المتدخلين بالخروج بتوصيات من خلال ورشات العمل المشكلة لهذا الغرض، وذلك من أجل ضمان إدارة جيدة للتحول الوبائي في البلاد. وقد أبرزت الدكتورة ندير جميلة الأستاذة في الطب خلال مداخلتها في اللقاء أن الجزائر عرفت ابتداء من تسعينيات القرن الماضي تحولا وبائيا تميز بظهور واضح للأمراض المزمنة، مع وجود بعض المشاكل الصحية الناتجة عن الأمراض المعدية بما في ذلك (الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي). وساهم في هذا التحول الوبائي كما قالت المتحدثة، تغير نمط الحياة نتيجة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وتحضر السكان، والإدمان على الكحول والتبغ والتلوث، والاضطرابات والتغييرات في عادات تناول الطعام، بالإضافة إلى نقص النشاط البدني. كما تعتبر الأمراض التنفسية من بين الأمراض غير المعدية التي تؤدي إلى وفيات ولو كانت بنسبة أقل من المذكورة آنفا كما ذكر الدكتور زيدوني، مشيرا إلى ضرورة تطوير نوعية الفحوصات التي تجرى على المريض، لتفادي التعقيدات التي تؤدي إلى فقدان الحياة. وقد استعرض المتدخلون آخر الدراسات في الجزائر التي بينت أن نسبة الوفيات بسبب الإصابة بالأمراض غير المعدية تصل إلى 60 ٪ في الجزائر، فيما تناهز نسبة الوفيات بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية 26,1٪، تليها ظروف الفترة المحيطة بالولادة (13,5٪). الأورام الخبيثة16٪، ، حيث يعد السرطان أحد هذه الأمراض غير المعدية التي عرفت تطورا سريعا خلال العشريتين الماضيتين، حيث أكد الدكتور أفيان أن 30 ٪ من الإصابات بهذا المرض ناجمة عن التدخين وأمراض الجهاز التنفسي 7,6٪ ومرض السكري 7,4٪ . وقد توصل الدكاترة الخبراء إلى أن الأمراض غير المعدية كالسكري وارتفاع ضغط الدم والسرطان لديها عوامل خطر مشتركة، مثمنين الجهود التي تبذلها السلطات العمومية من خلال البرامج والإستراتيجية الوطنية التي جعلت من مكافحة هذه الأمراض أولوية.