أظهرت نتائج انتخابات الرئاسة التي جرت في إيران أمس الأول تقدم رجل الدين المعتدل حسن روحاني بشكل قوي على منافسيه المحافظين. وقالت وزارة الداخلية أنه بعد فرز أكثر من 5,2 مليون صوت، أي ثلثي الأصوات من إجمالي جمهور الناخبين البالغ 50 مليون حصل، روحاني على 52,30 في المائة من الأصوات، وبهذا يكون روحاني قد حصل على أعلى من نسبة الخمسين بالمائة التي يحتاجها لتجنب خوض جولة الإعادة يوم 21 جوان. وأقرب منافسي روحاني هو المرشح المحافظ محمد باقر قاليباف رئيس بلدية طهران، الذي جاء في المرتبة الثانية بفارق كبير بعد أن حصل على 17,33 في المائة من الأصوات، وحصل المرشحون المحافظون الأخرون على عدد أقل من الأصوات. وحظى روحاني بدفعة كبيرة في الأسبوع الماضي عندما انسحب المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف لصالحه، وأيد حملته الانتخابية. المعتدلون والاصلاحيون والرئيسان السابقان محمد خاتمي وأكبر هاشمي رفسنجاني. وعلى الجانب الآخر فشل المرشحون المحافظون في تنظيم صفوفهم والالتفاف حول مرشح واحد ليعانوا من انقسام شديد في قاعدة تأييدهم نتيجة لذلك. واحتمال فوز روحاني من الدورة الاولى، لن يشكل مع ذلك خروجا على سياسة الجمهورية الإسلامية، فالملفات الاستراتيجية مثل النووي أو العلاقات الدولية هي في الواقع تحت السلطة المباشرة للمرشد الأعلى علي خامنئي. واعتمد حسن روحاني (64 عاما) المفتاح كشعار يفترض أن يفتح باب الحلول أمام إيران وكذلك اللون البنفسجي. وكان روحاني المسؤول عن المفاوضات حول الملف النووي بين 2003 و2005 إبان رئاسة الاصلاحي محمد خاتمي (1997 2005). وهو يدعو إلى مزيد من المرونة في المفاوضات مع القوى العظمى لتخفيف العقوبات المفروضة على إيران والتي تسببت بأزمة اقتصادية حادة، ومن أجل انعاش الاقتصاد وخلال الحملة ألمح إلى إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة مع الولاياتالمتحدة العدو التاريخي لإيران، لتسوية الأزمة النووية. وعبرت أكثرية الناخبين عن الهاجس نفسه، وهو الأزمة الاقتصادية التي تترجم بارتفاع نسبة البطالة وازدياد التضخم 30 ٪ وتراجع قيمة الريال حوالى 70٪. وسيكون الرئيس المقبل الشخصية الثانية في الدولة بموجب الدستور الإيراني، لكنه لن يتمتع الا بقليل من النفوذ على الملفات الاستراتيجية مثل النووي الموضوع تحت السلطة المباشرة للمرشد الأعلى.