@ س: نرى بعض الشباب يلجأ للانتحار بسبب ضائقة مادية أو فشل في حياته الزوجية، فما حكم الإسلام فيمن يقدم على الانتحار؟ وهل يتنافى مع القضاء والقدر؟ @@ ج: الانتحار جريمة حرمها الإسلام يترتّب على فاعلها عقوبة شرعية، قال تعالى في سورة النساء: ﴾ولا تقتلوا أنفسكم إن اللّه كان بكم رحيما﴿. إنّ الانتحار جريمة كبرى وسوء خاتمة، فالذي يقتل نفسه فرارا من مصيبة أو ضائقة أو فقر أو نتيجة انفعال وغضب، إنه بهذا يعرض نفسه لعقوبة اللّه، وقال تعالى: ﴾ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إنّ اللّه يحب المحسنين﴿. فقتل النفس يكون عن طريق قتل الغير وتعريض النفس للقصاص أو القتل ما يعرف بالثأر، كما يكون الانتحار بقتل النفس بآلة حادة أو الإلقاء من الأعلى أو السقوط في النهر، وقد ورد حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وثبت في الصحيحين عن النبي عليه الصلاة والسلام أنّه قال: ''من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يلجم بها بطنه في نار جهنم خالداً مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بسم فسمّه في يده يتحسّاه في نار جهنم''. ونحن نحذّر الشباب بصفة خاصة من الإقدام على الانتحار، فالتمسك بتعاليم الإسلام والإيمان باللّه يمنع من الإقدام على الانتحار أو التخلص من الحياة، ولا يتنافي الانتحار مع الإيمان بالقضاء والقدر لأنّ كل شيء بقدر اللّه، وكل ما يجري في هذا الوجود من خير وشر فهو بتقدير اللّه وتدبيره ومشيئته، فإنه تعالى لا رب غيره ولا مدبر معه . ويجب الإيمان بحكمته سبحانه وتعالى في أقداره، فله الحكمة البالغة في كل ما يجري في هذا الوجود سواء أدركنا ذلك أم لم ندركه، بل كثير من حكم اللّه لا تبلغها عقول العباد، فيجب التسليم للّه تعالى وذلك بالإيمان بكمال حكمته، ولا يجوز الاعتراض عليه في شرعه ولا في قدره. واللّه أعلم.