قدم قائد الانقلاب العسكري الذي وقع في مالي العام الماضي، النقيب مادو ايا سانوغو، إعتذاره عن أفعاله التي تسببت في إغراق الدولة الواقعة بغرب إفريقيا في أزمات، وأتاحت لإرهابيين مرتبطين بالقاعدة السيطرة على نصف البلاد. ونقلت مصادر إعلامية عن أمادو ايا سانوغو قوله خلال احتفال لتحقيق مصالحة بين فصائل الجيش أمام الرئيس المؤقت ديونكوندا تراوري وعشرات من أعضاء الحكومة والزعماء الدينيين »نحن بشر قبل أن نكون عسكريين.. ونرتكب أخطاء دون أن نقصد«، وأضاف »نأمل أن يحظ اعتذارنا بالقبول«. وسلم سانوغو الذي نال تأييد المواطنين السلطة بعد وقت قصير من انقلاب 22 مارس. وتفجرت الأوضاع في مالي العام الماضي حين أطاح الانقلاب برئيس البلاد امادو توماني توري وسيطر مزيج من الانفصاليين الطوارق والارهابيين على مناطق شمال البلاد. وتسبب الانقلاب كذلك في احداث تصدع بين القوات التي ناصرت المجلس العسكري للثورة والقوات الموالية للرئيس السابق. وفي جانفي الماضي تدخلت فرنسا عسكريا لمواجهة تقدم الإرهابيين وساهم ذلك في طردهم وبدأت في افريل انسحابا تدريجيا، حيث سلّمت المهمة إلى قوة افريقية تعمل على مساعدة جيش مالي في بسط الأمن. وقد وقّع الطوارق اتفاقية سلام الأسبوع الماضي تهدف إلى المساعدة في تمهيد الطريق لإجراء انتخابات مزمعة يوم 28 جويلية. وأقر مجلس الأمن الدولي نشر قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة قوامها 12 ألف وستمئة جندي اعتبارا من الأول من جويلية. وستنضم هذه القوة إلى القوة الافريقية العاملة حاليا في البلاد وقوامها ستة آلاف جندي. ومن المنوط بهذه القوات تأمين الانتخابات. يذكر أن حكومة مالي، قد استوفت التحضيرات اللازمة للانتخابات الرئاسية القادمة، حيث من المقرر أن تبدأ الحملة الانتخابية في 7 جويلية القادم وكانت آخر مهلة للمرشحين لتقديم ملفاتهم أمس. هذا، وأعلنت الصين، أمس، أنها سترسل 400 جندي الى مالي لتنظم الى بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في هذا البلد.