يشاطر الباحث الجامعي ومفتي مارسيليا سابقا، صهيب بن الشيخ رأي المطالبين بإنشاء دار للإفتاء في الجزائر، لوضع حد للاختلاف السائد في العديد من المسائل الدينية والفقهية، وكذا لوقف زحف الفتاوى الصادرة عن أئمة وعلماء غير جزائريين، غير أنه حذر من أن تتحول هذه الدار إلى مكان «مقدس» ينحاز عن دوره المنوط به. لم يتوان ضيف «الشعب» حينما سئل عن رأيه في مطلب الداعين إلى إنشاء دار إفتاء في الجزائر في ظل الإقبال المتزايد للجزائريين على استيراد الفتاوى من جهات خارجية، في موافقة هؤلاء غير أنه أبدى تخوفه من تحول هذه الدار إلى مكان «مقدس» لا يؤدي المهام التي استحدث من أجلها، مقترحا أن تكون دار الإفتاء في شكل أكاديمية «لا تطغى فيها الذاتية ولا المنافسة»، وأن تكون «بعيدة من السلطة». وقال بن الشيخ، في سهرة رمضانية بمقر جريدة «الشعب»، حضرها ممثلين عن المجتمع المدني، حتى وإن وصلنا إلى إنشاء دار إفتاء في الجزائر فيجب أن «تفتي للفرد والدولة معا»، وألا تكون مطية في يد أي طرف «فليس شرطا أن تكون مقدسة»، موضحا في هذا السياق أنه بإمكان دار الإفتاء أن تساهم بالإضافة إلى تقديم فتاوى للمواطنين حول أمور دينهم ودنياهم، في فتح باب البحث الأكاديمي، وفي تعزيز التعاون بين الفقهاء والباحثين. ولا زال الجدل قائما في الجزائر، حول إمكانية إنشاء دار الإفتاء لإعطاء نظرة موحدة للإفتاء حول مختلف القضايا التي تخص المواطن الجزائري، استنادا إلى المرجعية الدينية الوطنية، تفاديا لظهور الخلافات والتشدد في المجتمع بسبب فتاوى نابعة من مشايخ وعلماء دين غير جزائريين، يتخذون من الفضائيات ووسائل الإعلام مكانا لنشرها والترويج لها. ورأى ضيف «الشعب»، أن بإمكان المثقف أن يقوم بدوره في التنوير والتعليم فهو «ليس معارضا سياسيا ولا مواليا»، مشددا على ضرورة قول كلمة الحق في كل الظروف، غير أنه أوضح أنه لا يجب على المؤمن أن يفرض رأيه على اعتبار أن معتقداته تعرض ولا تفرض. وسجل ذات المتحدث وجود رجال دين، يحتكرون الفهم الديني ولا يتقبلون آراء الغير، في وقت تخص الفتوى وضع معين، أو حالة شخص معين، وعليه لا يمكن تعميم الفتوى على جميع الأشخاص، فالحكم هو الإسلام أما الفتوى فهي تختلف زمانا ومكانا وتتطور تبعا لتطور المجتمع. وعن موقفه من الفتاوى التي يصدرها بعض علماء الدين عبر الفضائيات، ووسائل الإعلام المختلفة قال الباحث المختص في الإسلام وعلوم الدين أن الفتاوى التي تبث على الهواء قد تؤدي إلى حرب إعلامية، وتزيد في الفتنة.