قام مواطنو ولاية تيزي وزو، ليلة أمس الأول، بتنظيم إفطار جماعي، شارك فيه المئات من الأشخاص بساحة الزيتونة بمفترق طرق معطوب لوناس، عند مدخل مدينة تيزي وزو اي بنفس المكان الذي انتهكت فيه حرمة رمضان من قبل بعض الشباب في وضح النهار، وهي الحركة التي تأتي للتأكيد أن مثل هذه التصرفات شاذة ويراد من خلالها تشويه صورة منطقة القبائل وتصوير أهلها بأنهم سكان لا يلتزمون بتعاليم الدين الإسلامي هذا ما أكده أصحاب المبادرة ل«الشعب» التي عاشت تفاصيل الحدث الفريد من نوعه. في حدود الساعة الخامسة والنصف اجتمع العديد من الشباب بذات الساحة وقاموا بتنظيفها لأداء الصلاة المغرب جماعة، وقبل آذان بدأ توافد حشود كبيرة من السكان شبابا وشيوخا حاملين معهم وجبة الإفطار، وفور الإعلان عن صلاة المغرب نظم الجميع أنفسهم واصطفوا لأداء صلاة المغرب في هذه الساحة في جو أخوي كبير لم تشهده المنطقة من قبل، ليتم بعد ذلك الإفطار جماعيا في صور تقشعر لها الأبدان. ساحة الزيتونة التي كانت تعج بالسكان الذين جاءوا من مناطق مختلفة من الولاية أبوا الا ان يشاركوا في هذا الافطار الجماعي الاول من نوعه، رافعين رايات وشعارات «لا اله الا الله»، «الشرقية، الغربية، تيزي وزو منطقة إسلامية»، «أمازيغيين أمازيغيين». وارتدت الساحة حلة جميلة باللونين الاصفر والاخضر الذي هو رمز سكان المنطقة، وحسب التصريحات التي استقتها «الشعب» بعين المكان فان المبادرة أريد بها توضيح الأمور والتأكيد بأن انتهاك حرمة رمضان لا يخص الا تلك الفئة، وفي هذا السياق أكد الشاب محمد في الثلاثينات من عمره ان هذه الحركة جاءت لاسترجاع كرامة السكان والمنطقة التي اراد ان يشوهها منتهكو حرمة رمضان قائلا «منطقة القبائل تاريخها كان جد مشرف كونها من أولى المناطق في شمال إفريقيا التي استقبلت نشر الدعوة الإسلامية بكل حفاوة بدليل عدد الزوايا وإنجابها اكبر الأئمة»، مضيفا أن هذه العملية كذلك بمثابة دعوة لهؤلاء الشباب، الذين يريدون انتهاك رمضان بأن لا يستغلوا الأماكن العمومية للقيام بهذه التصرفات احتراما للصائمين، وكذا تحذير المواطنين من الانسياق وراء بعض الأطراف التي تريد استغلال بعض الشباب لتكريس أفكارهم الشاذة وإعطاء صورة مغايرة عن منطقة القبائل. وحسب البعض ممن تحدثنا إليهم، فقد أكدوا أن هذه الحركة جاءت لنزع الصورة السوداء التي أرادت أن ترسمها تلك الطائفة من الشباب غير الصائمين الذين اجتمعوا السبت المنصرم بذات المكان لانتهاك حرمة رمضان في وضح النهار باسم المطالبة باحترام الحريات الفردية. وبرأي أحد الشباب في تصريح ل«الشعب» ان عملية انتهاك هذا الشهر الفضيل لا تمت بصلة بعادات المنطقة التي لطالما استقبلت هذا الشهر بالكثير من العادات والتقاليد التي لا تزال راسخة إلى حد اليوم منذ قرون ولت، فنحن مسلمون. والقيام بانتهاك حرمة رمضان أمام الملأ مرفوض ويتشكل إنزعاجا كبيرا». وأكد الشباب ان العملية التي قام بها هؤلاء جاءت من باب الاستفزاز ومحاولة لزعزعة قداسة شهر الصيام والرّحمة والأكل علنا مرفوض خاصة أمام أعين أولادنا، لأنه مثال سلبي.