أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، أمس، أن التنسيق الأمني بين الجزائروتونس مجسد في الميدان وسيتقوى ويتأقلم مع التهديدات الإرهابية في المنطقة، معتبرا أن المنحى التصاعدي للتعاون الثنائي بين البلدين في شتى المجالات يعكس متانة العلاقات. فيما استنكر وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي الافتراءات الأخيرة لبعض الأطراف التونسية على الجزائر. قال وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، في ندوة صحفية، رفقة نظيره التونسي عثمان الجرندي، أمس، بالجزائر العاصمة، أن التعاون الأمني الجزائري-التونسي ليس مشروعا وإنما حقيقة مجسدة على الميدان، وأكد أن الأحداث التي شهدتها تونس في الأسابيع الأخيرة بينت وجود تنسيق أمني بين البلدين، مضيفا انه لابد من بدل جهد إضافي للعمل على استقرار المنطقة. وكشف مدلسي، عن تجنيد الإمكانيات اللازمة لتحقيق أهداف التعاون الأمني، مشيرا إلى اهتمام الجزائر بقضية الإرهاب في تونس والمنطقة وستتعاون في إطار حدودها الجغرافية، قائلا: «التعاون الأمني له أهداف وإمكانيات ستجند من أجله وله أيضا قيود وخطوط حمراء لايمكن تجاوزها». وأوضح وزير الخارجية، أن العمل قائم على تنويع وتقوية التعاون للتأقلم مع التحديات الجديدة التي يفرضها التهديد الإرهابي المستمر في المنطقة، مؤكدا الإرهاب قضية تهم الجميع وآفة عابرة للحدود وموجودة في العديد من الدول. وعبر مراد مدلسي عن استعداد الجزائر الكلي، لفتح أبوابها أمام تونس، للاطلاع على تجربة المصالحة الوطنية التي نجحت بمبادرة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وأشار إلى أن لكل دولة تجربتها الخاصة في المجال، معتبرا أن الوضع في تونس يبعث على الارتياح وفي حاجة إلى إجراءات دعم للمصالحة. وأبرز الوزير مراد مدلسي، أهم النقاط التي تطرق إليها في لقائه مع نظيره التونسي عثمان الجرندي، والتي تركزت على تقييم القرارات الثنائية المتخدة منذ 29 أفريل الماضي، وسجل مدلسي «أن العديد من هذه القرارات تجسدت في الميدان وبعضها ستحل قريبا». وأعلن عن دخول الاتفاق التجاري المبرم بين البلدين حيز التنفيذ في 21 من هذا الشهر بعد مصادقة البرلمان الجزائري ونظيره التونسي عليه، إلى جانب تحويل اللجنة الثانية الكبرى إلى لجنة إستراتيجية ستعقد أولى جلساتها في تونس في آجال قريبة. كما تطرق الجانبين إلى عدد من القضايا الدولية على رأسها الوضع في الساحل الإفريقي والانتخابات الرئاسية في مالي والقضية الفلسطينية. من جهته، عبر وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي عن إمتنان تونس، لوقوف الجزائر السياسي والأمني الدائم معها خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، ونقل استنكار الجمهورية التونسية الاتهامات التي ساقتها بعض الأوساط الإعلامية في تونس ضد الجزائر وقال «نكذب كل تلك الاتهامات وكذبناها على مستوى الرئاسة والمجلس التأسيسي والحكومة والمجتمع المدني، وننزه الجزائر من كل هذه الافتراءات». وأكد الجرندي أن العلاقات الجزائريةالتونسية لن تتأثر أبدا، وان جهودا حثيثة تبدل لترقية التعاون الثنائي ليمتد إلى مجالات أكبر وأوسع. وعن الوضع الأمني في تونس، قال عثمان الجرندي أنه يحتاج إلى مزيد من التشاور والتنسيق لاستئصال ظاهرة الإرهاب الجارفة والعابرة للحدود والأوطان، وأعلن عن إنشاء منطقة عسكرية جنوب بلاده للتصدي لانتقال الأسلحة. وقال أن التنسيق الأمني مع الجزائر في هذا المجال شامل ومتعدد على المناطق الحدودية، تطبعه الاتصالات والمقابلات الدائمة بين الجهات المختصة، مشيرا إلى الاستماع والاستفادة من التجربة الجزائرية في محاربة الإرهاب. وتطرق وزير الخارجية مراد مدلسي ونظيره التونسي إلى رفع التعاون من ثنائي إلى ثلاثي مع ليبيا وإعطائها بعدا مغاربيا أكبر.
وزير الخارجية يكشف عن زيارة سلال لليبيا قريبا سأتوجه إلى بغداد لبحث قضية السجناء الجزائريين قال وزير الخارجية مراد مدلسي، أمس، خلال الندوة الصحفية التي جمعته مع نظيره التونسي، أن التعاون الثلاثي بين الجزائر، تونس وليبيا، في تطور مستمر، وكشف عن انطلاق العمل بخطة جديدة للتنسيق في الميدان الأمني بمفهومه الواسع وليس العسكري فقط. وأعلن عن زيارة مرتقبة للوزير الأول عبد المالك سلال إلى ليبيا، حيث سيترأس رفقة نظيره علي زيدان اجتماع للجنة الكبرى لتعزيز التعاون في مختلف المجالات. كما أكد مراد مدلسي، زيارته المرتقبة إلى العراق للتباحث حول قضية السجناء الجزائريين، وقال أنها زيارة محتملة جدا ومنتظرة منذ زمان، مؤكدا نية الدول وإرادتها في حلها بصفة نهائيةّ. .. ويعقد جلسة عمل مع نظيره التونسي عقد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، أمس، جلسة عمل مع نظيره التونسي عثمان الجرندي الذي يقوم بزيارة عمل إلى الجزائر تدوم يومين على رأس وفد هام. وقد جرت جلسة العمل بمقر وزارة الشؤون الخارجية بحضور أعضاء وفدي البلدين.