سجّلت مديرية التربية بقالمة 7924 طفلا في الأقسام التحضيرية بزيادة 470 طفلا مقارنة بالسنة الماضية، وتعدّ مرحلة هامة في حياتهم لأنّها تعدّهم لدخول السنة الأولى من التعليم الابتدائي. ولمعرفة ما مدى تجاوب الأولياء، رصدنا لكم هذه الآراء، يقول السيد نور الدين مرابطي مدير مدرسة عائشة أم المؤمنين بقالمة: "إنّ البرنامج المخصص لأقسام التحضيرية سهل بإمكان الطفل استيعابه"، مضيفا أنّ إقبال الأولياء على التعليم التحضيري مهم ومعتبر لأنهم يرون أنّها مرحلة هامة يتعوّد فيها أطفالهم على التأقلم مع الوسط المدرسي والاحتكاك بالآخرين، والانضباط وأشياء أخرى لا تقل أهمية بحاجة إليها في هذه المرحلة العمرية، مستدلا في سياق حديثة بعدد الأفواج بمختلف الأقسام التحضيرية بالمؤسسات التعليمية بقالمة والمقدرة ب 303 فوج، بزيادة وصلت إلى 13 فوجا إضافيا في الموسم الدراسي 2013 2014. وكشف السيد مرابطي أنّ هناك 80 ملفا آخرا سيتم دراسته لتسجيل كل الأطفال الذين يرغبون أولياءهم في ذلك، شريطة أن تكون الأولوية حسب التعليمة الصادرة من وزارة التربية في هذا الشأن، ويستثنى منهم المولودين في جانفي، فيفيري ومارس 2008، الذين يلتحقون مباشرة بالسنة الأولى من التعليم الابتدائي. ورغم كل المجهودات التي تبدلها وزارة التربية في هذا الاطار حسب السيد مرابطي إلاّ أنّ بعض الأولياء عبّروا عن استيائهم من عدم استفادة أطفالهم من هذا النظام، رغم أنّه ليس إجباريا في ظل وجود بدائل أخرى كدور الحضانة على سبيل المثال. أمّا بشان البرنامج الذي تمّ إعداده لأطفال الأقسام التحضيرية، فيقول بأنّه مدروس من جميع النواحي، تسمح لهم بالتكيف معه، ويتوقف الأمر أيضا على جهود المعلم في طريقة التعامل مع الطفل خاصة في مثل هذه المرحلة الحساسة من العمر، خاصة إذا ما علمنا بأن الأهداف المرجوة من التعليم التحضيري، اعتماده على برنامج تربوي يهدف لبناء شخصية الطفل من خلال تعليمه بعض المهارات والأنشطة التربوية المتعددة، توعيتهم بكيانهم الجسمي لاسيما اكتساب مهارات حسية وحركية، والمعلم الذكي من يستطيع غرس عادات حسنة لديهم ويعوّدهم على الحياة الجماعية بتطوير أدائهم اللغوي من خلال تشجيع التواصل مع زملائه، وعن طريق أنشطة عدة باكتسابهم العناصر الأولى للقراءة والكتابة والحساب، كما يساعد هذا النظام حسب السيد مرابطي تهيئة الطفل للالتحاق بالتعليم الابتدائي وهو متحمّس للدراسة ودون خوف. وتقول السيدة حمري فريدة، أستاذة بالتعليم الابتدائي أنّ التعليم وسيلة وليس غاية، الآن أصبح يعتمد على قدرات الطفل وابتعدوا على الحفظ والتركيز على الابدا، حيث ابتعد الأستاذ عن التقييد وتحرّر من فرض نصوص التحفيظ، أصبح حاليا الاعتماد كثيرا على التعبير لتنمية القدرات اللغوية لدى الطفل وتشجيعه على التعبير، مضيفة في سياق حديثها، أنّ بتواصل الطفل مع الغير بكل حرية يحفّزه أكثر على الابداع وإنتاج قصص ونصوص، حيث يكون متفاعلا مع محيطه مشيرة إلى أن التربية التحضيرية مرحلة هامة في حياة الطفل لأنّها تهيّؤه وتحضّره لمراحل أخرى تستدعي ذلك. ونصحت الأستاذة حمري الأولياء بتجنب التعاليم الصارمة بتقيد أبنائهم بالادراسة فقط، فلابد من إعطائهم فرصة للعب وترك مجال لتفريغ شحناتهم وطاقتهم الزائدة، إذ يجب استهلاكها في الترويح عن النفس وإذا حدث العكس على حد قولها، فيظهر ذلك في سلوكات غير محبّذة حتى داخل القسم . وهنا تجد المعلمة صعوبة في التعامل معهم لما يسببه من تشويش على الآخرين. كما تضيف قائلة: "الطفل عادة ما يلتحق بمقاعد الدراسة ولم ينل حقه من اللهو واللعب، مؤكدة أنّ الأقسام التحضيرية بمثابة فرصة لتهيئته ذهنيا لمعرفة الجو الدراسي، خاصة أنّ هناك أطفال يملكون قدرات وكفاءات لابأس بها، في السنة الأولى تجده قد استوعب ما تعلّمه في التحضيري، وذلك راجع لاهتمام الأسرة بتطوير قدرات ابنها وتكون استعداداتهم جيدة. والمشكل الآخر حسب محدثتنا دائما أنّ الكثير من الأولياء يرسلون أبناءهم إلى المدرسة دون أن يتحمّلوا عناء متابعتهم خلال الموسم الدراسي، ويتركون ذلك للمدرسة التي تحوّلت وظيفتها إلى دار حضانة.
نظام يجنب إعادة السنة كما تحدّثت السيدة احميل ابتسام، أخصائية نفسانية عن أهمية التعليم التحضيري الذي يساهم في تخفض نسبة إعادة التلاميذ للسنة بالرغم من أنّ ما هو معمول في الدول المتقدمة عكس ذلك، حيث أخّروا سن الدخول المدرسي إلى 7 أو 8 سنوات رغبة في إعطاء الطفل فرصة اكبر للعب، فالطفل باله دائما مشغول باللعب، إلا أنّه وجب على الأولياء إعطاء أبنائهم فرصة وبالأقسام التحضيرية دائما كما نبّهت الاخصائية النفسية بتفادي استعمال الأطفال الأقلام التي تثير الانتباه، ومن الأفضل أن تكون عادية وبسيطة حتى لا يستعملها للعب، كما نصحت الأولياء بتحضير أبنائهم نفسيا بإعطائهم فكرة عن المدرسة وتهيئتهم سيكولوجيا لتقبل فكرة الدراسة لكي لا يصدموا بذلك العالم الجديد. كما وجب على المعلمة أن تتعامل مع الأطفال بطريقة ذكية وإيجابية فيها نوع من الحنان ليحس الطفل براحة وتكون له رغبة في التعلم، ولابد للمعلم أن يكون على اطلاع ويفهم ميولات الطفل وانطباعاته تختلف من طفل لآخر. دور الحضانة في دعم التعلّم كما كان ل "الشعب" جولة بدور الحضانة بقالمة، حيث حدّثتنا صباح غموشي مديرة روضة ابن باديس عن الأقسام التحضيرية قائلة: "بعد الأربع سنوات ونصف تقريبا يبدأ لديّ الطفل رغبة داخلية باكتشاف أمورا تخص الدراسة، وهذه فرصة لوضعه تدريجيا في جو الدراسة بما يسمى الأقسام التحضيرية على أن يكون التعليم سهل وغير مكثّف يناسب سنه ومستوى استيعابه، كما يراعى فيه طبعا التميز في إعطائه المعلومة بشكل محبب ومشوق وممتع ومسلي، أحيانا في قالب لعب ومرح، وتقريبا نقدّم نفس البرنامج المقدّم بالمدارس، حيث اعتمد عليه فقط أضيف حصة الاذكار وحفظ القران، فالبرنامج المقدم عندنا في الروضة يركز على استغلال قدرة الحفظ لدى الطفل في هذه السن، فيحفظ حزب من القرآن على مدار السنة وكل الحروف وجزءا من الأرقام، وكذا بعض الأذكار والأحاديث المتناسبة مع الأداب التي نعلمها للطفل في هذه السن، إضافة إلى ما نسمّيه بالخبرات الاجتماعية، التي يحتاجها الطفل لمعرفتها في حياته اليومية، مثلا معرفة الفواكه والخضر وأيام الأسبوع وأشهر السنة والحيوانات وغيرها، هناك أيضا الخط الذي نركّز عليه أكثر مع الأطفال الذين بلغوا 5 سنوات، على اعتبار أنّهم يدخلون إلى السنة الأولى ابتدائي متمكنين من كتابة الكلمات، وكذا بعض المفاهيم الرياضية، هذا كله وفق تقسيم زمني مناسب في الفترات الصباحية، أما الفترات المسائية فهي مخصصة فقط للأنشطة، مثل الأناشيد والقصص والرياضة والرسم والأشغال واللعب، اعتبر مكثّف جدا إذا كان شكل التدريس تلقيني بحت، أما إذا أبدع المربين في تقديمه بأشكال مختلفة ومسلية قدرات الطفل في هذه السن، كما وجب أن يتوقف البرنامج في الروضة أو المدرسة ولا ينقل إلى البيت لكي لا يضغط الطفل ويحس أنه مقيّد بالدراسة.