تعد وهيبة تامر إحدى الناشطات الفاعلات في المجال الجمعوي، تذوقها لمرارة علقم المعاناة والحرمان، منحاها قوة كبيرة وإيمانا عميقا بضرورة النضال، من أجل التخفيف من الألم الذي تتخبط فيه الطفولة المسعفة، فاحترقت كثيرا حتى تؤسس جمعية تدافع فيها عن الحقوق القانونية وتخفف ضغط الهواجس النفسية على هذه الشريحة الضحية بمساعدة نحو 23 عضوا ناشطا، وجدناها تعول كثيرا على العمل التوعوي والتحسيسي لتغيير نظرة المجتمع القاسية وافتكاك حقوق الأطفال من أبوين مجهولين خاصة أمام خطر الشارع الذي يتهددهم بعد سن ال 18 سنة. تنشط جمعية الطفل البريء ذات الطابع المحلي، التي ترأسها وهيبة تامر في مجال الدفاع عن حقوق الطفولة المسعفة، رصيد وهيبة في النضال ومعاناتها الكبيرة بعد اكتشافها أنها من أبوين مجهولين جعلها تتأثر لكنها لم تستسلم، وواجهت مصيرها بصبر واستماتة، وبعد أن اقتنعت أنه بإمكانها أن تنجح في تغيير ظروفها الصعبة وتخلصها من قسوة نظرة المجتمع، تطمح اليوم لتغيير واقع الآلاف من الأطفال الأبرياء . كشفت عن انطلاق نشاط جمعيتها الحديثة النشأة، لأنها لم تر النور إلا خلال صائفة السنة الفارطة، شهر أكتوبر الداخل حيث بالتنسيق مع عدة أطراف سيتم تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية واسعة وسط الشباب على وجه الخصوص لكسر الطابو، حتى لا يقع الرجل والمرأة في نفس الخطأ وينجبون أطفال أبرياء في مواجهة الشارع والانحراف. وتحرص وهيبة من خلال نشاطها تسجيل صرختها عاليا للدفاع عن حقوق فئة محرومة ومهمشة من عالم البراءة، تقول ما ذنب من يولد من أبوين مجهولين؟ لماذا تهضم حقوقه؟ لماذا يقسو عليه المجتمع بنظرته ومعاملته؟ إلى متى تبقى هذه الشريحة دون إنصاف؟ من يفكر في حمايتهم لأن مصيرهم بعد سن ال 18 مازال مجهولا؟ من يمد لهم يد المساعدة نفسيا وقانونيا، ويدمجهم في المجتمع بصورة عادية، من يكفل لهم حق الدراسة والحماية من أنياب الشارع؟ وترى متحدثتنا رغم وجود العديد من الجمعيات الناشطة في مجال الدفاع عن الطفولة المحرومة إلا أن رهان جمعيتها يكمن في التكفل بهذه الشريحة التي فقدت حنان الأبوين وحرمت من دفء المجتمع . وتغتنم الفرصة من أجل دعوة السلطات المحلية والعديد من الوزارات من أجل مساعدة هذه الفئة من أبناء الجزائر التي ترى أن الحفاظ عليها يمنع مظاهر الانحراف في الشوارع، لأنه جيل الغد الذي سيشكل إطارات الجزائر ومستقبلها، فالاستثمار الحقيقي يكمن معهم وأبدت وهيبة استعدادها للتضحية من أجل مساعدة هؤلاء الأطفال وقالت أن قوتها وصمودها تستمده من شهيدات ومجاهدات الجزائر، اللائي تكن لهم كل العرفان والكثير من التقدير . ولا يبدو على وهيبة أنها تجرعت المعاناة، لأنها كانت دوما مسلحة بحب الوطن ومقتنعة أن الجزائر قادرة على تعويضها عن فقدان الأم البيولوجية، لتشق طريقا طويلا من النضال لا تكل ولا تتعب فيه، لأنها تؤمن بما تحترق من أجله . يذكر أن النائب سعيدة بوناب، رئيسة شرفية للجمعية، والطبيبة النفسانية التي لا تبخل بخدماتها للتخفيف من وطأ معاناة الأطفال في أحرج مراحل حياتهم.