نظمت يومي 25 و26 نوفمبر 2008 الورشة الأولى حول الإعلام وترقية الصحافة العلمية، شارك فيه مهنيون في الصحافة الوطنية المكتوبة من 25 صحيفة منتشرة في ربوع الجزائر. بالمناسبة دعا كاتب الدولة لدى الوزير الاول المكلف بالاتصال السيد عز الدين ميهوبي إلى التوجه نحو إرساء التخصص الإعلامي خاصة في المجالات العلمية بإرساء جسور دائمة بين وسائل الإعلام المختلفة والبحث العلمي والتكنولوجي، وتجاوز مفهوم الصحفي الشامل نحو التخصص لضمان النوعية، وهو ما ترمي اليه هذه الورشة التكوينية. وفي كلمة الإفتتاح، حدد الهدف المتوخى بأنه السعي إلى ضمان حق المواطن في الإعلام أكثر من اطلاعه العادي بتزويده في مجالات دقيقة ونوعية من خلال الدور الإجتماعي لوسائل الإعلام مما سيمكن من إخراج البحوث العلمية إلى عامة الجمهور بتبسيط المفاهيم والمعارف ضمن دمقرطة الإعلام العلمي. وأشار إلى ضرورة تعزيز الإعلام الوطني بالتركيز على البحوث الجامعية التي لا يوجد لها موقعا في الحياة اليومية، مما يتطلب إخراجها من الدائرة الاكاديمية إلى الفضاء الإعلامي الواسع، ولذلك من المفيد لوسائل الاعلام أن تعمل باتجاه الجامعات والمعاهد لتسليط الضوء على أعمال الباحثين في مجالات العلوم العلمية الدقيقة على الأخص. وسجل ''ميهوبي'' أن أغلب البحوث تتجه إلى تقديم إضافات في الطب والهندسة.. إلخ. ولذلك من المهم أن تدمج في مخططات التنمية بعد أن كرس رئيس الدولة قاعدة تمويل البحث العلمي منذ سنوات برفع ميزانية البحث العلمي. وفي هذا الإطار، حدد الإطار المناسب لهذا التوجه الإعلامي بالسهر على نشر الإعلام العلمي بموضوعية وبأسلوب مفيد. ممثلة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة »ايسيسكو« السيدة ''عائشة بامون'' أشارت إلى أهمية التكوين المتواصل، وتنمية المعارف المهنية في تمكين الجمهور من الإطلاع بشكل أفضل على الأحداث والتفاعل جيدا معها مثل الكوارث والإبتكارات داعية الصحافيين المتخصصين إلى تبليغ المعلومات العلمية التقنية بالدقة اللازمة، ونشرها للجمهور بالبساطة التي تسهل الادراك. وتابع 25 صحفيا،11 محاضرة وعروض نشطها الأستاذان ''جاب اللّه'' و''مصطفاوي''، إلى جانب الصحفية ''كورتا'' حول الموضوع منها أهمية الإعلام العلمي والقضايا العلمية الكبرى في البلدان النامية ومصادر ومنهجية جمع المعلومات، إلى جانب مكانة العلم في المجتمع. وتوصلت الورشة من حيث النتائج الأولية إلى ضرورة بعث وتوسيع الإعلام العلمي عبر مجمل وسائل الإعلام للفائدة العامة ووفقا للحق في الإعلام بما يغطي كل الميادين العلمية الصحة والتكنولوجيا والابتكارات الصناعية، واكتشاف الفضاء وتغيرات المناخ... وبرأي الأستاذ ''بلقاسم أحسن جاب اللّه'' منشط الورشة فإن ما يخصص للإعلام العلمي في بعض المنابر غير كاف، ملاحظا أنه لا توجد في المؤسسات الإعلامية أقسام خاصة بالإعلام العلمي، كما ليس للصحافيين الوقت لإكتساب تكوين متخصص أمام هجمة المعلومات العامة اليومية. كما أضاف انه بموجب الأخلاقيات يجب على الصحفي عند أدائه لمهنته أن يكشف عن هويته للمصدر كي لا يتعرض للمضايقة.وقدم عرضا عن موقع معلوماتي على شبكة الانترنت في شكل بنك معلومات جمعها طيلة أربع سنوات تشمل بطاقات تحمل حصيلة نشاطات مختلف القطاعات إلى جانب كرونولوجيا الأحداث وسيتم إطلاق الموقع قبل نهاية السنة الجارية. من جانبه، ركز الأستاذ ''بلقاسم مصطفاوي'' على مسألة المصادر والدور الذي يلعبه الصحفي العلمي، الذي يتطلب منه الأمر مواكبة التطورات باستمرار مسجلا تدني التكوين الجامعي، ودعا إلى تكثيف دورات التأهيل التكوينية للصحافيين لما عليهم من واجبات المسؤولية الإجتماعية. وتحدث عن قواعد الإنتاج الصحفي ملحا على أهمية طرح الأسئلة باستمرار للوصول إلى المعلومة بدقة موضحا أن الصحافة العلمية عنصر أساسي من الحقوق الإنسانية ترتكز على النزول إلى الميدان كما انتقد توجه الصحافة الجالسة أي التي تمتهن التعليق داعيا إلى إنعاش الصحافة الواقفة التي تعتمد الروبورتاج وباعتبارها أي الصحافة فن وعلم فإنها تعمل على وقع تحمل المخاطر وأشار إلى أن الصحفي ينبغي أن يكون نزيها وصادقا وليس موضوعيا لان الموضوعية مسالة نسبية دائما. بدورها قدمت الصحفية بالوطن ''جميلة كورتا'' عرضا حول تجربتها كمتخصصة في إعلام الصحة والطب، معتبرة الإعلام العلمي أصبح يفرض نفسه لما للأحداث العلمية من أهمية في الإهتمامات اليومية للمواطنين، مسجلة على مستواها وجود مقروئية متزايدة. الصحافيون المشاركون تابعوا باهتمام البرنامج وقدموا اقتراحات ستتم دراستها من المنشطين قبل إعداد تقرير مفصل يقدم إلى كتابة الدولة للاتصال مع التعهد بالعمل على إطلاق هذا النوع الصحفي على مستوى منابرهم الإعلامية وتوجت الورشة بتوزيع شهادات المشاركة في حفل حميمي ناجح.