التخلف لا زال يسيطر على العديد من القرى النائية والمعزولة ببلدية بني حميدان، أين يتجرع السكان مرارة البؤس والحرمان وسط ظروف بدائية وقاسية لتفرض العزلة الخانقة والتهميش سيطرتها على هؤلاء البسطاء الذين حرموا من أبسط ضروريات العيش الكريم هذا رغم مناشدتهم للمسؤولين بضرورة رفع الغبن عنهم وتوفير مرافق العيش الرغيد، فالمواطن القاطن بهذه القرى لا يزال ينتظر ساعة الفرج رغم التهميش و سياسة اللامبالاة التي رمت بكل تداعياتها على نفسية و معيشة أهالي هذه الأخيرة و أثرت سلبا على مستقبل شبابها و كسرت من طموح متمدرسيها ليجد المواطن الساكن بالأرياف نفسه وسط دائرة التخلف و الإهمال. حيث يشتكي السكان من عدم استفادتهم من المشاريع التنموية، في ظل الغياب التام لمختلف الهياكل والمرافق العمومية الضرورية التي من شأنها تخفيف وطأة المعاناة التي أضحت ملمحا يطبع يومياتهم البائسة والتي تغرق في مظاهر البؤس الشديد، فعلى أبواب الألفية الثالثة تغيب بهذه الأخيرة أدنى ضروريات العيش الكريم عن سكان القرى الذين أكد بعضهم ل»الشعب» أنهم يضطرون دوما لتكبد معاناة التنقل إلى وسط البلدية أو حتى نحو مدينة قسنطينة حيث يضطرون لقطع العشرات من الكيلومترات مشيا على الأقدام، ليبقي الأمل الوحيد لهم هو إيجاد حافلة أو حتى سيارة «فرود» فما بالك بسيارة أجرة، المنطقة يقطن بها حوالي 10 ألاف نسمة تعاني إجمالا من نقص المواصلات، الأمر الذي أثر سلبا على شباب المنطقة الذين قاطعوا مقاعد الدراسة مبكرا بسبب نقص المواصلات وبعد المسافة ما دفع بهم بين أنياب البطالة وشبح الفراغ. من جهة أخرى يعتبر غياب وحدات العلاج الصحية عن سكان مشاتي وقرى بني حميدان مشكلا آخر مطروحا، حيث يضطرون للتنقل للعيادة المتعددة الخدمات لتلقي العلاج وان كان الأمر يتعلق بالاستفادة من العلاجات القاعدية هذه الوضعية الجد صعبة التي يعاني منها سكان هذه المداشر دفعت بهم في كثير الأحيان إلى الاستغناء عن متابعة العلاج أو حتى زيارة الطبيب إذ يعتمد معظمهم على التداوي بالطرق التقليدية هذا الى جانب نقص الأطباء المختصين على مستوى العيادة التي تفتقر لفريق طبي يسهر على خدمة هؤلاء السكان سيما فيما يخص طب النساء والتوليد إذ تزال الكثير من الحوامل تعاني مخاطر الوضع التقليدي بسبب العزلة الضاربة بتلك القرى. و في السياق ذاته أكد السكان أن المشاريع التنموية المخصصة للأشغال العمومية تعرف نقصا فادحا فشبكة الطرقات المؤدية إلى معظم المناطق المجاورة توجد في حالة مزرية وبدائية فضلا عن غياب مشاريع التهيئة الحضارية ناهيك عن انعدام الإنارة العمومية الذي يعتبر من أهم مطالب السكان، هذا إلى جانب غياب المياه الصالحة للشرب إذ يعتمد أغلب السكان على جلب هذه المادة الحيوية من الآبار والعيون العمومية عن مقر سكناهم، كما تبقى المساعدات التي قدمتها الدولة في إطار برنامج السكن الريفي جد ضئيلة مقارنة بالعدد الذي تحتاجه البلدية لاسيما وأن المنطقة ذات طابع ريفي. وأعرب العديد من سكان مشاتي بلدية بني حميدان عن رغبتهم الشديدة بالتشبت بمناطقهم خاصة وأن نشاطهم مقترن بالزراعة وتربية المواشي إلا أن الدعم بقي غير كاف. ومن خلال هذه الوضعية المزرية يناشد سكان قرى ومداشر بلدية بني حميدان السلطات المعنية بضرورة التدخل لرفع الغبن عنهم وإنصافهم وذلك بتوفير مرافق وضروريات العيش الكريم كما طالبوا بضرورة إنعاش المنطقة بالمشاريع التنموية والحضرية و الهياكل التعليمية ناهيك عن توفير وسائل النقل لفك العزلة عنهم.