فعلى أبواب الألفية الثالثة، تغيب وحدات العلاج الصحية عن سكان مشاتي وقرى عمال جنوب شرق بومرداس، الذين أكد بعضهم لنا أنهم يضطرون دوما لتكبد معاناة التنقل إلى العيادة المتعددة الخدمات المتواجدة وسط البلدية هذا لتلقي العلاج، وإن كان الأمر يتعلق بالاستفادة من العلاجات القاعدية متحملين أعباء مصاريف إضافية أثقلت كاهل الأسر ذات الدخل الضعيف لا سيما وأن هذه المناطق تفتقر لتوفر وسائل النقل العمومي. حيث يضطر هؤلاء المواطنون البسطاء تحمل تكاليف سيارات الأجرة الباهظة أو قطع عشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام في سبيل تلقي العلاج، هذه الوضعية الصعبة التي يعاني منها سكان هذه المداشر دفعت بهم في الكثير من المرات إلى الاستغناء عن متابعة العلاج أو حتى زيارة الطبيب إذ يعتمد أغلبهم على التداوي بالطرق التقليدية، هذا إلى جانب نقص الأطباء الأخصائيين على مستوى العيادة التي تفتقر لفريق متكامل يسهر على خدمة ما يزيد عن 10 آلاف نسمة خاصة في مجال طب النساء والتوليد إذ لا تزال الكثير من الحوامل تُعاني مخاطر الوضع التقليدي بسبب العزلة الضاربة لتلك القرى. وضعية الشباب لا تقل سوءا عما سبق قي ظل انعدام الهياكل الترفيهية والثقافية، على غرار الملاعب ودور الشباب ما جعلهم يعيشون وسط حلقة مفرغة تجعلهم عرضة للانحراف. وفي السياق ذاته أكد سكان هذه المداشر أن المشاريع التنموية المخصصة للأشغال العمومية، تُعاني نقصا فادحا فشبكة الطرقات المؤدية إلى بعض المناطق المجاورة توجد في حالة جد مزرية بسبب الاهتراء والتآكل فضلا عن الغياب التام للمشاريع الخاصة بالتهيئة الحضرية. أضف إلى هذا غياب المياه الصالحة للشرب، إذ يعتمد أغلب السكان على جلب هذه المادة الحيوية من الآبار والعيون العمومية البعيدة عن مقر سكناهم. كما تبقى المساعدات التي قدمتها الدولة في إطار برنامج السكن الريفي جد ضئيلة، مقارنة بالعدد الذي تحتاجه البلدية، لا سيما وأن المنطقة ذات طابع ريفي، حيث أعرب العديد من سكان مشاتي بلدية عمال، عن رغبتهم الشديدة بالتشبت بمناطقهم خاصة وأن نشاطهم مقترن بالزراعة وتربية المواشي. لذلك يطالب هؤلاء من السلطات المعنية، التدخل العاجل من أجل برمجة بعض المشاريع التنموية بهذه القرى.