كشف الملتقى التكويني حول المخدرات المصنعة المنظم بالمدرسة العليا للشرطة بالشاطوناف، تحت رعاية وزير العدل حافظ الأختام السيد الطيب بلعيز خطر استفحال هذه الآفة الفتاكة في الوسط الاجتماعي. واظهر الملتقى الذي يدرج ضمن أنشطة الشبكة الاورومتوسطية التي يلعب فيها الديوان الوطني لمكافحة المخدرات دور الشريك الأساسي فيها الحاجة الملحة لتكاتف الجهود من اجل مواجهة آفة المخدرات التي بلغت درجة كبيرة من الخطر لا يمكن إغماض الأعين عنه أو التقليل من حدته تطبيقا للقاعدة السلبية »تخطي راسي«. واتضحت هذه الحقيقة الساطعة في تصريحات ممثلي الأعضاء في الشبكة الاورومتوسطية لنا، وإجماعهم على التأكيد بأنه لا احد في منأى عن خطر المخدرات التي تنتشر كالوباء القاتل في كل الأمم وتلفظ السموم الهدامة وهي سموم تساعدها وتقويها ظروف العولمة التي انهارت أمامها الحواجز والحدود وقربت المسافات البعيدة في زمن القرية الواحدة الشفافة. وبين أكثر من متدخل في الملتقى الذي يختتم اليوم بعد ثلاثة أيام من الجلسات المغلقة لفائدة إطارات المصالح المعنية مباشرة بقمع جرائم المخدرات والوقاية منها، أن الجزائر بعيدة عن خطر المخدرات المصنعة التي تبقى محدودة التواجد والانتشار فيها، لكنها مجبرة على اتخاذ الاحتياطات الاستعجالية الكفيلة بالمواجهة قبل حدوث الكارثة وتزيد هذه القناعة حالة سهولة تنقل الأشخاص والبضائع والانفجار الإعلامي والتكنولوجي والمسائل الأخرى المرتبطة بالعولمة التي تكسر الحواجز والممنوعات، وتجعل من المخدرات أمرا واقعا قائما وخطرا يطرق الأبواب بأسرع ما يمكن التصور. وقد دق عبد المالك السايح المدير العام للديوان الوطني ناقوس الخطر بالتأكيد الصريح على حتمية استعداد المصالح المختلفة المكلفة بمكافحة المخدرات للتصدي للظاهرة في الوقت المناسب دون انتظار وتماطل. وقال أكثر من مرة أن هذا الانشغال الدائم، أدى بالديوان إلى إقناع الشركاء في الشبكة الاورومتوسطية بجدوى تنظيم الملتقى حول المخدرات المصنعة الأول من نوعه في الجزائر وتجاوب الشركاء والمصالح الوطنية المعنية مع هذا الملتقى التكويني الذي قدم إضافة للعاملين في الميدان وعزز قدراتهم في مجال الكشف عن المخدرات المصنعة وقمعها . وتكمن أهمية الملتقى التكويني وجدواه في الصيغ النظرية والتطبيقية التي أخذ على المستوى النظري يسجل استفادة 107 إطار من مصالح قمع جرائم المخدرات والوقاية منها ومن الجانب التطبيقي، تكوين عملي في المخبر لفائدة 07 إطارات من الأمن والدرك العاملين في المخابر. وتكمن أهميته أيضا في تاطيره من قبل من لهم دراية بمكافحة المخدرات التي تقدر أرباح المتاجرة بها 800 مليار دولار وتعد ثاني مصدر عائدات في العالم بعد تجارة الأسلحة وقبل عائدات النفط. وكشف قاسمي عيسى مدير التعاون الدولي بالديوان الوطني هول الخطر الذي يخترق دول المعمورة بلا استثناء ولم تسلم منه المنطقة المتوسطية. وأكد في مداخلة له عن المخدرات المصنعة ومظاهرها الجيوسياسية في المتوسط محور العناية والاهتمام أن الخطر يتعاظم ويحتم مزيدا من التجنيد ضد منظمات إجرامية وإرهابية يصعب وضع حدود فاصلة بينها همها واحد، الجري وراء تمويل الحرب والعنف لإبقاء على حالة الفوضى والاضطرابات المساعدة على النشاط الإجرامي، وهو نشاط في تصاعد بالرغم من حملات التصدي آخذا بعدا دوليا عابرا للحدود والأوطان. وصار الخطر اكبر بتشكيل مافيا المخدرات كارتل منظم يعمل بتناسق واتصال مع شبكات الجريمة العابرة للحدود ممثلة في عصابات المتاجرة بالأسلحة وتبييض الأموال والهجرة غير الشرعية والجريمة الالكترونية عبر الانترنيت. وتكتمل صورة الرعب بذكر الأرقام المفزعة يمثلها 200 مليون شخص يتعاطى المخدرات عبر العالم، منهم 161 مليون يستهلكون القنب الهندي، و 30 مليون المخدرات المصنعة، و14 مليون الكوكايين، و11 مليون الهيروين، و05 ملايين المتبقيين يقبلون على أنواع أخرى من المادة المدمنة المهلكة للعقل والجسم. وكلها تحديات تفرض على المجموعة الدولية مضاعفة الجهد والميزانية لمكافحة المخدرات بدل المبلغ الذي لم يتعد 50 مليار دولار الذي اثبت محدوديته على طول. من هنا دقت الجزائر ناقوس الخطر وقدمت مخطط عمل خاص بمكافحة الإدمان للمرحلة القادمة وجدت التأييد الكلي من الشبكة الاورومتوسطية. ------------------------------------------------------------------------