جدد عبد المالك السايح المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات التزام الجزائر، ببذل كل ما في وسعها لدعم الشبكة الاورو متوسطية للتعاون في مجال مكافحة هذا الخطر الداهم للجميع فارضا تحديات ورهانات لا تتولاها الدولة الوطنية الواحدة في زمن سقوط الحواجز الحدودية وقرب المسافات وتعاظم شبكات الإجرام. وأكد السايح في افتتاح الاجتماع الخامس للشبكة الاورومتوسطية باسم الطيب بلعيز وزير العدل حافظ الأختام أن أهداف الهيئة التي تضم ثمانية بلدان بالضفة الشمالية والجنوبية للمتوسط، تستجيب تماما لانشغالات الجزائر وتطلعاتها وسعيها للتفاعل مع جيرانها في هذا الفضاء الحيوي الذي تتقاسم فيه شعوبه تبعات الماضي وتحديات الحاضر والمستقبل. وأعطى السايح الأسباب والدوافع التي تزيد في تمسك الجزائر بهذه الشبكة التي أسست منذ ثلاث سنوات وحققت الرواج المنتظر واضعة مكافحة المخدرات أولوية واستعجالات.كيف لا والخطر يداهم الأفراد والمجتمعات إلى درجة تستدعي اعتماد إستراتيجية تضع في الحسبان عامل الوقاية في الدرجة الأولى دون التوقف عند المحاربة والمواجهة فقط. وذكر بأهمية الملتقيات التكوينية حول التكفل بالمدمنين التي جرت وقائعها بالجزائر خلال السداسي الأول من العام الجاري. وهي ملتقيات ساهم في إنجاحها ''سكون'' اللبنانية. ويضاف إلى هذه اللقاءات الحيوية الملتقيات الأربعة المنظمة في مختلف جهات الوطن غايتها التكفل بعلاج المدمنين على المخدرات تحضيرا لإقامة شبكة واسعة من مراكز استقبال المدمنين وعلاجهم. وكلها تكشف بالملموس جدوى التعاون في الفضاء الاورومتوسطي الذي لم يعد مجرد حلم وأمنيات، لكن حقيقة قائمة دائمة وهي مسالة تعيرها الجزائر الاهتمام البالغ وتستند إليها في مواجهة خطر المخدرات التي تعد أولوية وطنية ما انفك رئيس الجمهورية يشدد عليها مخصصا غلافا ماليا قيمته 300 مليار سنتيم لبناء مراكز الاستماع وعلاج المدمنين. وتجري عملية انجاز 15 مركزا للتكفل بالمدمنين إلى جانب 35 مركزا وسيطا تقرر انجازها في اقرب اجل. وهي مراكز تلعب دور العلاج الطبي و تتابع المدمنين وترافقهم للتخلص النهائي من السقوط في هذه الآفة الخطيرة. وذكر السايح في صريح للصحافة بأنه إلى غاية سبتمبر الماضي تم حجز 18 ألف طن من المخدرات، والكمية مرشحة لتجاوز 20 الف طن مع نهاية العام. كما تم توقيف 250 مروج للمخدرات من مختلف الجنسيات الافريقية اغلبهم من مالي والنيجر ونيجيريا. وشدد على علاقة الترابط بين شبكات الإرهاب والمخدرات التي تلعب الدور الأساسي في تمويل جماعات الموت لا احد يتجاهلها. من جهتها، أبرزت السيدة فلورنس مابيلو هومسلاي ممثلة لمجموعة بومبيدو التابعة للمجلس الأوروبي، دور الجزائر الهام في الشبكة الاورومتوسطية التي دعت إلى توسيعها إلى باقي الأعضاء طالما أن الخطر كبير ولا يستثني احدا. وقالت فلورانس أن مجموعة بومبيدو مرتاحة إلى ابعد الحدود بالتعاون مع الديوان الوطني لمكافحة المخدرات. وهي لن تدخر جهدا في سبيل تعزيز هذا التعاون الذي أعطى النتائج الايجابية رغم حداثة الشبكة الاورومتوسطية المنشاة عام .2006 وذكرت بجدوى التقرير السنوي الذي عرف مناقشة مستفيضة في جلسة مغلقة قبل التصديق عليه وإقرار المشاريع للعام الجديد. وقال فرنسوا بوانسو المستشار الدبلوماسي ممثل البعثة القطاعية الوزارية الفرنسية لمكافحة المخدرات »ميلدت« أن المبادرة الاورومتوسطية مهمة للغاية لأنها جاءت لسد فجوة كبيرة في الحوض المتوسطي، ولتعزيز تعاون في مجال لم يحض بالتضامن المطلوب. وأوضح بوانسو لنا أن فرنسا ساهمت بالأموال اللازمة في المجلس الأوروبي الذي يحرص على انجاز المشاريع والأنشطة الخاصة بمكافحة المخدرات. لكنها ترى انه من الأنسب توسيع النشاط إلى ابعد من المجالين الطبي العلاجي والاجتماعي والعناية بخطر المتاجرة بالمخدرات التي امتد إلى ابعد مدى وأحدث روابط اتصال وتلاحم مع الجماعات الإرهابية. وهي جماعات بات وضع حدود فاصلة لها مع عصابات المخدرات ضرب من الوهم والجنون. مع العلم أن الشبكة الاورومتوسطية عقدت ثالث اجتماع لها بالجزائر. وهي توجه بصفة أساسية للمحترفين في الميدان من أطباء وعمال اجتماعيين وممثلي الجمعيات غير الحكومية والباحثين ومسؤولي الإدارة وأصحاب القرار السياسي و تتكون من ثمانية أعضاء في الضفة الشمالية والجنوبية المتوسطية وهي الجزائر، البرتغال، اسبانيا، فرنسا، ايطاليا، لبنان، تونس، المغرب. ------------------------------------------------------------------------