يتساءل عشّاق الكرة الجزائرية عن الفِرق التي كانت في الماضي القريب تسمى بالمدارس التي قدّمت الكثير للفريق الوطني بتحقيقه نتائج كبيرة بفضل العمل المعتبر الذي كان يقام في هذه الأندية، التي للأسف لم تعد موجودة على الساحة بهذه الصفة، وإنّما دخلت "السوق" أي أنّها تعيش بنفس الطريقة التي تسير بها الأندية التي تعرف بغير المكوّنة. هذه الوقفة جاءت من خلال متابعتي لتصريحات مناصري أحد الأندية العريقة، وهو نصر حسين داي الذي يتخبّط في المحترف الثاني، وفي كل موسم يصرف أموالا طائلة من أجل جلب "النجوم" التي تساعد الفريق على الصعود، لكن الأمور تسير عكس ذلك تماما في غياب استراتيجية واضحة التي أثّرت على الفريق. مناصري النصرية يريدون عودة ناديهم إلى السياسة التي جعلته يصل إلى نهائي منافسة قارية ويموّن الفريق الوطني بأسماء رنّانة أمثال ماجر وفرقاني ومرزقان وقندوز...والقائمة طويلة من الذين صنعوا أمجاد أصحاب اللونين الأحمر والأصفر، في الوقت الذي يسعى المسيّرون الآن إلي الجري وراء لاعبين من مدارس مختلفة، في الوقت الذي نسوا أنّ النصرية مدرسة بإمكانها "صنع" الكثير في حالة العودة إلى طبيعة هذا الفريق. والمثال ينطبق كذلك على جمعية وهران ورائد القبة، اللّذان تخلّيا على الصفة التي جعلتهما في قمة الهرم، لأسباب متنوعة وعديدة، الأولى متعلقة بالرؤية الجديدة للمسيرين والثانية مرتبطة بعدم تخصيص الامكانيات الضرورية للتكوين على مستوى الفرق والجري فقط نحو النتائج الآنية لفريق الأكابر..للأسف الشديد.