صدر عن منشورات محافظة المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي، كتاب «الشعر النسوي والفنون..جماليات التلاقي» في طبعة أولى، وهي عبارة عن مجموعة من المقالات والنصوص الشعرية الخاصة بأشغال مهرجان الشعر النسوي الذي احتضنته قسنطينة في طبعته الرابعة سنة 2011. ويحتوي هذا الكتاب الذي يقع في 315 صفحة، على مقدمة و10 مداخلات أدبية نقدية، إضافة إلى النصوص الفائزة في المسابقة وأخيرا، النصوص التي قرأتها الشاعرات المشاركات في المهرجان. وقد انصبت المداخلات النقدية التي حرّرت بأقلام أساتذة جامعيين جزائريين، حول ذكرى الأديبة الجزائرية «زليخة السعودي وشعر المرأة». ومن بين هذه الدراسات النقدية ما كتبه الأستاذ عبد المجيد السعودي من جامعة خنشلة حول حياة الأديبة زليخة السعودي و»بدايات السرد النسوي في الجزائر، قراءة في أدب زليخة السعودي» للأستاذ عبد الحميد ختالة، وموضوع الحس الأنثوي عند الشاعرة الجزائرية وإشكالية تلقيه» للدكتور علي ملاحي، وما كتبته الدكتورة راوية يحياوي عن «غواية السرد وحكائية في المنجز الشعري النسوي»، وأيضا «جماليات تلاقي الشعر والفنون» للدكتورة آمال لواتي من جامعة قسنطينة، إضافة إلى مداخلا ت أخرى. وقد أفرد الكتاب في جزئه الثاني حيّزا للنصوص الشعرية الفائزة في المهرجان، وهي ل 06 شاعرات، نذكر: «نزيف على مقصلة الصمت» للشاعرة فاكية صباحي من بسكرة، وقصيدة «ترنيمة آخر الليل» لهنية لالا رزيقة، و»حين تزلق المعارج..إلى فيها» للشاعرة حليمة سعدية قطاي وقصيدة «مثلها والجحيم» لحسناء بروش و»لقطوف الرغبة مدرات» للقاصة والشاعرة جميلة طلباوي، وأخيرا قصيدة «تراك» للشاعرة جميلة بن الموفق. الكتاب ضم أيضا في جزئه الثالث 37 نصا أدبيا لشاعرات جزائريات، نذكر منهن على سبيل المثال فهيمة بلقاسمي، فاطمة الزهراء بولعراس، منيرة سعدة خلخال، ياسمين جنوحات، صليحة نعيجة، سميرة بوركبة، سليمة ماضوي، العالية خطاب، سلطاني محجوبة حازورلي، نورة سعدي، نورة مصباح..». كما احتوى الكتاب من بين هذه النصوص نصوصا شعرية أخرى كتبت بالأمازيغية والفرنسية والانجليزية، وعددها 9 نصوص للشاعرات فاطمة بريهوم، عفاف بديعة، حنيفة حموش، حاج محمد ساسي خديجة، سمية قيدوم، رقاد صليحة، جميلة عظيمي، ليندة كوداش، بوغداد العلجة وايوالالان فوزية. وللتذكير، فإنّ الأديبة الجزائرية زليخة السعودي والتي خصّص هذا المهرجان لذكراها، اسمها الحقيقي عائشة السعودي، ولدت بقرية «بابار» بخنشلة سنة 1943، دخلت الكتابة وحفظت نصف القرآن الكريم، انتسبت سنة 1949 إلى مدرسة الإصلاح التي كان يديرها عمها أحمد السعودي، وفي 1963 حصلت على شهادة الأهلية، فالتحقت بسلك التعليم في مدينة خنشلة، وفي 1972 نجحت في مسابقة إذاعية، فانتقلت إلى العاصمة للالتحاق بالإذاعة الوطنية، إلا أن الموت حال بين طموحاتها الأدبية وأحلامها، فتوفيت في نوفمبر 1972 ودفنت بالعاصمة. وقّعت الأديبة زليخة السعودي التي بدأت الكتابة سنة 1958 كتاباتها بأسماء مستعارة منها «آمال» و»أمل»، وهذا في العديد من المجلات والجرائد الوطنية، وقد تنوّعت مجالات الكتابة لديها تنوعا غزيرا، فجمعت بين معظم الأجناس الأدبية كالقصة القصيرة والطويلة، والمقالة الأدبية، والرواية، والمسرحية، والشعر، والخاطرة، والخطابة، فاعتبرت بحق مؤسسة للأدب النسوي الجزائري، جمعت أهم أعمالها الأدبية في كتاب يحمل عنوان: «الآثار الكاملة للأديبة زليخة السعودي».