تدرك الجمعيات المهتمة بذوي الاحتياجات الخاصة في بجاية، أن السبيل الوحيد لتغيير نظرة المجتمع لهذه الفئة الهشة ،هو الانخراط فيها من أجل إثبات الذات وتغيير النظرة القاصرة للمحيط الذي يجعل منهم فئة عاجزة وغير قادرة على تدبر أمورها بل ويضعها على هامش الحياة ويعتبرهم عالة على الأصحاء، ولكن من خلال هذه التجمعات المنظمة يستطيع المعاق اثبات عكس ذلك وان في مقدوره التحدي والعيش بشكل عادي وطبيعي دون اللجوء إلى أي إعالة أو استعطاف. و لتحقيق هذا الهدف يجب أن يكون هناك القليل من التعاون، الثقة والتفهم من المحيط الذي يعيش وسطه ، ليتمكن من إقناعهم بأنّ الإعاقة ليست نهاية العالم وليست بمثابة موت اجتماعي للإنسان المعاق ، ولهذا وفّرت دار الثقافة «الطاووس عمروش» لجميع الجمعيات الخيرية بالولاية والتي تُعنى بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة عبر كامل المجتمع المدني ، فضاءا مناسبا وتسهيلات بالجملة من خلال استضافتها لها للمشاركة في معرض خاص قصد إبراز النشاطات التي قام بها أعضاؤها وتنوعت بين أعمال فنية كالصور، الأشغال اليدوية، الطرز والخياطة، الطبخ وصناعة الحلويات،وكل تلك الأعمال أنجزها أطفال وأشخاص من ذوي إعاقات مختلفة كلهم ارسلوا من خلالها رسالة واحدة هي أنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، وأن الإعاقة ليست حاجزا أمام تحقيق أحلامهم و عضويتهم الاجتماعية . من الجمعيات التي شاركت في هذا المعرض، جمعية دعم الأطفال المصابين بمرض التوحد، نادي النجم الرياضي للمكفوفين ، وهو النادي الذي أنشئ حديثا بهدف ممارسة كرة الهدف، بالإضافة إلى مدارس و مراكز خاصة بذوي الإعاقة كانت حاضرة في أشغال المعرض. وتحصي بجاية حسب مدير التضامن الاجتماعي السد فضلاء أمزيان ل»الشعب» أزيد من 19166 شخص معاق مسجل لدى مصالحها، منهم 10218 مريض عقلي، 5731 معوق حركيا، 1242 من ذوي إعاقات متعددة، 1188 مكفوف و 777 مصاب بالصم. وحسب ذات المتحدث فإن 12201 شخصا يتلقون دعما مباشرا من طرف مديرية التضامن الاجتماعي، بينما يبقى 6965 منهم دون الاستفادة من هذا الدعم كونهم قصرا أو عمال أجراء. وبهذه المناسبة تم منح عدد من المعوقين معدات وأجهزة خاصة بهذه الشريحة من المجتمع، مثل الدراجة النارية ذات العجلات الثلاثية، أجهزة السمع والكراسي المتحركة. وذكّر نفس المتحدث أنّ واجب مصالحه هو دعم ومساعدة هذه الشريحة من المجتمع ماديا ومعنويا، بهدف اندماجها في الحياة الاجتماعية من خلال توفير مناصب عمل مناسبة رغم الصعوبات التي يعانيها الأشخاص ذوي الإعاقات من هذه الناحية، خاصة فيما يتعلق بوسائل النقل المناسبة حتى يتمكن المعاق من التنقل بشكل جيد في الأماكن العامة وكذا الإيواء. وعبر المشاركون عن سعادتهم من تنظيم هذا المعرض الخاص، حيث أكدوا أن تواجدهم في هذا المكان ليس فقط لتقديم أنشطتهم وعرض قدراتهم في شتى المجالات، أيضا من أجل تكريم مدير الخدمات الاجتماعية تقديرا لجهوده التي يبذلها والمساعدات التي يقدمها لهم.