أكد المخرج السينمائي عصام الشيخ في حديث ل«الشعب" أن السينما الأمازيغية اليوم تطور نفسها بنفسها، غير أنها لم تصل بعد إلى مرحلة النضج، مشيرا إلى أن ما يعانيه هذا النوع الفني هو نقص في الكتابة وضعف الحوار، خاصة عند الفنانين.. الشعب: كيف ترى واقع الفيلم الأمازيغي، وهل يمكنك أن تحدثنا عن أهم الأفلام التي شهدتها السينما الجزائرية؟ الشيخ عصام: السينما الأمازيغية تطور نفسها بنفسها وتعتمد على المبادرات الفردية وخاصة عند بعض المخرجين شباب، ومع اعتراف الدستور الجزائري بالأمازيغية كلغة رسمية عام 1997، فتح الكثير من الحريات أمام المثقفين الجزائريين وشجعهم على الاهتمام بالإرث الأمازيغي في مقدمتهم السينمائيين، فأنتجوا العديد من الأفلام. ولو كان سيحفظ التاريخ أن أول فيلم في السينما الأمازيغية كان للراحل عبد الرحمن بوقرموح المقتبس عن رواية "الربوة المنسية" للأديب المناضل في سبيل القضية الأمازيغية مولود معمري (1917 1989) وأنتج الفيلم عام 1994، إلى جانب فيلم "إيدير" الذي سبق له أن حصل على جائزة أحسن فيلم قصير في الدورة ال6 لمهرجان "إسني نورغ" الدولي للفيلم الأمازيغي عام 2012، والذي يبرز في 15 دقيقة الصعوبات التي يواجهها الطفل في التعلم بلغة أجنبية غير لغته ولهجته، في حين يروي الفيلم الوثائقي "أرواح في المنفى" في 52 دقيقة، حياة مواطنين هاجروا إلى فرنسا والهند الصينية خلال الفترة الاستعمارية هروبا من ويلات المستعمر الغاشم، تاركين وراءهم عائلاتهم وأصدقائهم في أوضاع مزرية، علما أن هذه المنافسة السينمائية ستمنح جائزة "تازلا أوارد" وهو اسم سفير الثقافة الأمازيغية بلوس أنجلس لعدد من السينمائيين والفنانين. ❊ كيف كان صداها لدى الجمهور؟ ❊❊ والله هذا السؤال يوجه مباشرة إلى الفئة المتتبعة للفيلم الأمازيغي هذا من وجهة نظري. ❊ المتتبع للحقل السينمائي في الجزائر يرى غياب الفيلم الأمازيغي عن الساحة السينمائية، لماذا؟ ❊❊ إن السينما الأمازيغية المغاربية لم تبلغ مرحلة النضج بعد، باعتراف ناشطيها، يخطط هؤلاء لإنشاء فيدرالية تبلور جهودهم، كما يتحدثون عن حزمة إجراءات للارتفاع بلون سينمائي يعرف اتساعا مع خروجه من نطاق المناطق القبلية الكبرى إلى مدن وبلدات بعيدة، وهذا يعود إلى نقص لغة السرد والحوار وخاصة طرح هذه الإشكالية لدى الممثلين. ❊ ما سبب تغييب البعد الأمازيغي؟ أيعود لصعوبة اللهجة على هذا الجيل مما أدى إلى اندثارها في هذا الوسط الفني؟ ❊❊ نعم، هذا يعود إلى المداولة، أي عدم إدراك أهمية اللهجة وتداولها في المجتمع المغاربي أدى بها إلى التبخر. ❊ برأيك ما الصعوبات التي يواجهها المخرج السينمائي لإعداد أفلام أمازيغية؟ ❊❊ إن من أهم الصعوبات، نقص الكتابة وضعف الحوار، وخاصة عند الفنانين، فنحن نعاني بالدرجة الأولى من نقص الخبرة والتجربة. ❊ ما هي تطلعاتكم المستقبلية؟ ❊❊ إن العمل السينمائي الجزائري بعدما شاهدنا ركوده في الماضي القريب، نشهد الآن انبعاثا ثقافيا سينمائيا، ولكن هذا يرجع إلى الفئة القليلة الشبابية، وإذا تكلمنا في الإخراج التلفزيوني فسوف نأخذ مجالا واسع جدا خاصة في التلفزة الوطنية ولا نتكلم عند الخواص.