رغم أن السينما الجزائرية لم تبلغ أوجها من النجاح و التألق على غرار الدول العربية الأخرى ، إلا أنها على الأقل حاضرة في كل حدث سينمائي بأفلام جيدة ومواضيع راهنة ، افتكت من خلالها جوائز حفظت ماء وجه الفن السابع الجزائري ، و أخرجته من حالة الركود التي رافقته طيلة أعوام ، ورغم أن المؤشرات العالمية تدلّ على بقاء السينما الجزائرية في المقاعد الاحتياطية ، إلا أن إصرار صناع السينما ببلادنا على مواصلة الإنتاج و الحرص على النوعية ، بدا واضحا وجليا من خلال الانتاجات الأخيرة التي فرضت نفسها بقوة في جل المحافل الفنية العالمية و العربية ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن السينما الجزائرية تحظى بوجود جيل سينمائي جديد ، قادر على حمل المشعل و إنعاش القطاع كما عهدناه أيام لخضر حمينة ، عمار العسكري ، بوعلام بسايح وغيرهم ... " فاطمة زعموم " تتألق في مهرجان الفيلم العربي بالأردن يشارك المخرجة الجزائرية فاطمة الزهراء زعموم بفيلمها " قدّاش تحبني" في المنافسة الرسمية لفعاليات الطبعة الثالثة لمهرجان الفيلم العربي الذي تنظمه الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ، وذلك إلى جانب عدد من الأفلام العربية نذكر منها الفيلم المصري "الشتاء اللي فات " لإبراهيم البطوط ، والفيلم المغربي " ياخيل الله" لنبيل عيوش، إضافة إلى الفيلم اللبناني " تكسي البلد " لدانيال غازي ، والفيلم الفلسطيني " عيد ميلاد ليلى " لرشيد مشهراوي ، وغيرها من الأفلام العربية التي تتنافس على المراتب الأولى في المنافسة . وكما كان متوقعا ، الأفلام المشاركة تسلط الضوء في محتواها على الأحداث السياسية والاجتماعية التي تعيشها الدول العربية ، و تأثير ذلك على مسار العالم العربي الذي عرف العديد من المتغيرات و الوقائع غير التوقعة .. فيلم " الأسطح " لمرزاق علواش في مهرجان موسترا الايطالي ستكون السينما الجزائرية حاضرة للمرة الثانية على التوالي في مهرجان " موسترا " السينمائي بايطاليا ، فبعد مشاركة جميلة صحراوي بفيلمها "يما" الذي رشح عام 2012 في قائمة فئة " أوريزونتي", ها هو اليوم المخرج مرزاق علواش يمثل الفن السابع الجزائري بفيلمه " الأسطح " في الدورة ال70 من التظاهرة ، و ذلك ابتداء من 28 أوت إلى 7 سبتمبر القادم ، حيث سيلج مرزاق دائرة المنافسة إلى جانب 20 عملا سينمائيا مابين أفلام طويلة وقصيرة و أخرى كاريكاتورية ، نذكر منهم فيلم "ذي زيرو تيورام " للمخرج البريطاني تيري جيليام ، فيلم " ذو ويند رايزس " للياباني هاياو ميزياكي ، وكذا فيلم " لا جالوزي " للمخرج الفرنسي فيليب كارال ، للعلم فإن مهرجان " موسترا السينمائي " يعد من أقدم المهرجانات االسينمائية في العالم ، وهو ينظم مرة كل سنتين في إطار احتفالية الفنون في مدينة البندقية ، مما يجعله ندا قويا لمهرجانات عالمية على غرار مهرجاني "كان" و " برلين " الألماني . " إيدير " و " أرواح في المنفى " في مهرجان لوس أنجلس للفيلم الأمازيغي يشارك الفيلم القصير"إيدير" للمخرج الجزائري طاهر حوشي، و الفيلم الوثائقي "أرواح في المنفى " لسعيد ناناش " في الدورة الخامسة لمهرجان لوس أنجلس للفيلم الأمازيغي ، الذي ستنطلق فعالياته بالولايات المتحدةالأمريكية ابتداء من 10 أوت المقبل بنيويورك بدل لوس أنجلس للتعريف بالإنتاج السينمائي الأمازيغي في هذه المنطقة ، حيث سيتم عرض 10 أفلام سينمائية لمخرجين من تونس ، المغرب ، فرنسا وكندا . الفيلم الجزائري " إيدير " الذي سبق له أن حصل على جائزة أحسن فيلم قصيرفي الدورة ال6 لمهرجان إسني نورغ الدولي للفيلم الأمازيغي عام 2012 ، يبرز في 15 دقيقة الصعوبات التي يواجهها الطفل في التعلم بلغة أجنبية غير لغته و لهجته ، في حين يروي الفيلم الوثائقي " أرواح في المنفى " في 52 دقيقة حياة مواطنين هاجروا إلى فرنسا والهند الصينية خلال الفترة الإستعمارية هروبا من ويلات المعمر الغاشم ، تاركين وراءهم عائلاتهم و أصدقائهم في أوضاع مزرية ، علما أن هذه المنافسة السينمائية ستمنح جائزة " تازلا أوارد " وهو اسم سفيرالثقافة الأمازيغية بلوس أنجلس لعدد من السينمائيين و الفنانين .