خلص اليوم البرلماني الذي احتضنه المجلس الشعبي الوطني، أمس، أن فوائد الجيل الثالث من النقال تتجاوز الترفيه والتسلية والظهور في كاميرات الهواتف الذكية،فالقضية متعلقة بمشروع استراتيجي ذو أبعاد كبيرة مرتبطة بالجانب السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي وغيرها من المجالات التي ستسمح بتطوير الممارسة الديمقراطية وتحسين أداء الاقتصاد والرفع من مستوى التجارة. وأكد محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الشعبي الوطني في الكلمة الافتتاحية على «... ضرورة تجسيد الإستراتيجية الوطنية التي تسهر وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال على تنفيذها للحاق بثورة المعلومات وتوسيع استخدام المعلوماتية في المجتمع ليكون في متناول الأفراد في مختلف أنحاء الجزائر، وتقليص الفجوة التي تفصلنا عن البلدان الرائدة في هذا المجال. والهدف هو الوصول ببلادنا في وقت قريب الى مستوى البلدان الصاعدة بالتحكم في المعلوماتية والاقتصاد الرقمي وتسريع وتيرة التنمية وبناء مجتمع المعرفة واقتصاد المستقبل بالإضافة إلى ما توفره من تسهيلات كثيرة في حياة المواطنين ومعاملتهم اليومية.» وقال ولد خليفة أمس، في سياق الايجابيات الاقتصادية والتهديدات الأمنية « إن توسيع استعمال الاتصالات المتنقلة سيسمح بإنشاء فرص جديدة للشغل ومصادر جديدة للمعلومات وتطوير أسرع لمجتمعنا، مع الحرص على حمايته من الاستعمال السيئ من طرف الجماعات الإرهابية والجريمة العابرة للحدود» مضيفا «لقد خصصت الحكومة 2 مليار دولار لتغطية الاستثمار في الجيل الثالث والمشاريع ذات التدفق السريع للألياف البصرية خلال السنوات الخمس القادمة» وقالت وزيرة البريد وتكنولوجية الإعلام والاتصال زهرة دردوي، أن هذه الخطوة لا رجعة فيها موضحة بقرارها المتخذ في جويلية 2013 لإدخال التدفق السريع للنقال من خلال نشر شبكات نقالة من الجيل الثالث سجلت الجزائر وعلى غرار الكثير من البلدان الأخرى دخولها في مسار تطوير اقتصاد رقمي قائم على المعرفة وإدراج تكنولوجيات الإعلام والاتصال على جميع مستويات حياة المواطن» وخاضت دردوري في فوائد إدخال هذه الخدمات الرقمية في مجال الاتصالات قائلة «إن نشر هذه التكنولوجية الحديثة سيساهم بشكل كبير في تعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال كما سيعطي دفعا للنمو الاقتصادي عن طريق خلق ثروات جديدة وبروز فرص عمل، يعد التدفق السريع النقال دعامة أساسية لترقية خدمات ابتكاريه متعددة الوسائط وخدمات التعامل على الخط وكذا رافدا رئيسيا لتطوير الإدارة والتاجرة الالكترونية» وأعلنت دردوري عن مشروع إطلاق تكنولوجية الجيل الرابع على المدى البعيد عبر اتصالات الجزائر . وأكد محمد دعبوز مستشار بوزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال أن سنة 2015 ستعرف ربط جمع المؤسسات الوطنية بالأنترنت، في الوقت الذي عرفت 85 بالمائة منها مواقع أنترنت وهو ما يؤكد الاستثمارات الكبيرة في الجانب الرقمي في الجزائر. وتحدث في سياق متصل في مداخلة حول إستراتيجية التدفق العالي عبر النقال عن طريق الوصول لربط كل الأسر الجزائرية بالأنترنت مستقبلا وتمكينها من خدمات التدفق العالي، وثمن خطوة السلطات بتعويض الكوابل النحاسية بالألياف البصرية لتحسين الخدمات. وعرف اليوم البرلماني إنزالا لمختلف متعاملي الهاتف النقال حيث ألقى حاتم مختاري مستشار الإستراتيجية لدى الرئيس العام ل»موبيليس» محاضرة حول تحسين الإطار المعيشي للجزائريين عن طريق خدمات الجيل الثالث من خلال تمكين الزبائن من عدة خدمات ستوفر عنهم عناء التنقل كدفع ثمن الفاتورات والحجز في مختلف وكالات الطيران والفنادق وغيرها من المجالات. وتطرق أحمد حموي مستشار المدير العام لدى «أوريدو» إلى الجيل الثالث وأثره على الاقتصاد الوطني من باب التعريف بإمكانيات الاستثمار وتحسين الاتصالات لرجال الأعمال، وخلق مناصب عمل جديدة وفتح آفاق تجارية عن بعد وغيرها من المحاسن. بينما وقف رشيد ركيس مدير تنفيذي لدى «جيزي» على أهمية التجارب العالمية في التفتح على الجيل الثالث للجزائر من خلال تشجيع الايجابيات والقضاء على السلبيات في سياق خدمة الصالح العام والحفاظ على القيم.