«لو قمنا بقراءة متأنية لوضع الحزب قبل 10 أشهر والتجاذبات التي وقعت، لما تحدثنا عن مؤتمر يعقد بعد أقل من يومين ولا عن تعبئة بشرية...التجمع الوطني الديمقراطي كان على شفا حفرة من الانهيار» بهذه الكلمات تحدث الأمين العام بالنيابة ل «الأرندي» خلال الكلمة التي ألقاها لدى افتتاحه أمس أشغال الدورة الثالثة للجنة الوطنية لتحضير المؤتمر الرابع، كلمات حملت الكثير من الارتياح والفخر لما تحقق خلال الأشهر الأخيرة في بيت تشكيلة استيقظت في العام 2013 على وقع ارتداد عنيف تمثل في استقالة الأمين العام آنذاك أحمد أويحيى كانت نتيجة سلسلة هزات داخلية تسبب فيها انشقاق، على اعتبار أنها حالت دون دخول الحزب في مرحلة انشطار مثلما وصفها بن صالح. وبدا بن صالح، الذي أدار شخصيا أشغال آخر محطة تحضيرية عشية المؤتمر الرابع للتجمع الوطني الديمقراطي، مرتاحا في خرجته التي تأتي ساعات قليلة قبل الموعد الذي وقياسا إلى التنظيم المحكم الذي ميز لقاء أمس حضر بعناية كبيرة بما يجعل التشكيلة تطوي نهائيا صفحة الانشقاق للتفرغ إلى المرحلة المقبلة ممثلة في الانتخابات الرئاسية، استحقاقات حسم فيها التجمع قبل المؤتمر بإعلانه على لسان بن صالح دعم الاستقرار والاستمرارية بدعم الرئيس بوتفليقة. ولدى حديثه عن الفترة التي أدار فيها شؤون الحزب بعدما تقاطع «الأرنديون» على اختلافهم في التأكيد بأنه «رجل الإجماع»، قال بن صالح «خلال 10 أشهر عملنا على إعادة الثقة ، كانت فضاء للنقاش الصريح والشفاف والعمل وفق قواعد ديمقراطية من خلال الاحتكام للصندوق في تحضير المؤتمرات الولائية واختيار المندوبين، كانت قناعتي الشخصية وقناعة كل الأفراد، ولعل النجاح الذي تحقق في مختلف المحطات التحضيرية يدفعنا الى الارتياح لظروف إعداد الموعد التاريخي. وخلال الجلسة التي تميزت بحضور وجوه كثيرة بينها وزراء سابقون وبرلمانيون وأعضاء، تم تزكية قائمة أسماء أعضاء مكتب اللقاء الذي تلاها بن صالح، ويتعلق الأمر بأمينة دباش ومختار بودينة وروايبية ذهبي والطيب زيتوني وكذا بركات، كمرحلة أولى تبعتها كلمة ألقاها لدى إشرافه على الافتتاح الرسمي تطرق فيها بإسهاب إلى المرحلة الصعبة التي مر بها الحزب الذي لم يسلم من النزاعات الداخلية التي عاشت على وقعها بعض التشكيلات السياسية. وفي السياق ذاته قال «بعد أن حقق حزبنا النجاح المأمول بإتباع رزنامة عمل منظمة بمشاركة القمة والقاعدة تم كسب الرهان وحال دون دخول الحزب في تراشق وصراع في وقت دقيق»، قبل أن يخلص إلى القول «لو قمنا بقراءة متأنية لوضع الحزب قبل 10 أشهر والتجاذبات التي وقعت، لما تحدثنا عن مؤتمر يعقد بعد أقل من يومين»، وضع صعب إلى درجة لم يتوان فيها بن صالح عن الإقرار بأن الحزب كان على «شفا حفرة من الانهيار». والفضل في تمكن ثاني تشكيلة تتربع على عرش الساحة السياسية بعد الحزب العتيد من تخطي المرحلة العصيبة والتي لم تكن استثناء، يعود إلى الخطاب الذي مكن من استرجاع الثقة المفقودة والاحتكام الى لغة الحوار ومراعاة مصلحة التجمع»، وفق ما أكده ذات المسؤول كلها عوامل اقتضت من الجميع التضحية والتنازل، مضيفا «الأزمة امتحان حقيقي وصدمة خرج منها الحزب أكثر وعيا وقدرة على كسب الرهانات على عدة جبهات»، ذكر منها استرجاع استقرار الحزب ولم شمل الأسرة وهيكلته والوصول إلى بر الأمان ممثلا في المؤتمر الرابع، وكذا تطوير وتعميق الخطاب السياسي ورهان الاستحقاق الرئاسي وتشبيب الحزب وتجذير تواجد العنصر النسوي، رهانات تزيد من فرض حضوره والاحترام والمصداقية في الساحة السياسية.