يزداد الوضع في جنوب السودان تعقيدا مع تصاعد العنف الذي أودى بحياة أكثر من 500 قتيل في غضون 9 أيام بعد المحاولة الإنقلابية الفاشلة التي استهدفت «سلفاكير» ما أدى بأطراف دولية وإقليمية إلى إطلاق مبادرات حوارية لحل الأزمة سلميا. ويستعد جيش دولة الجنوب السوداني لشن هجوم لاستعادة مدينة النفط (بنتيو) من أيدي المعارضة المسلحة ويشترط نائب الرئيس السابق «رياك مشار» اطلاق سراح المعتقلين السياسيين للدخول في مفاوضات مع الحكومة. غير زن جوبا لم تبت في أمر اطلاق سراح المعتقلين المحسوبين على مشار. وقد شرعت بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان يوم الاحد في نقل طاقمها غير الضروري من جوبا الى اوغندا بعد الهجوم الذي اودى بحياة ما لا يقل عن 20 شخصا مدنيا وجنديين زمميين تفاديا لخسائر أكبر، كما أجلت الولاياتالمتحدةالأمريكية رعاياها أول أمس من مدينة «بور» بعد أن ألغيت عملية مماثلة يوم السبت بسبب تعرض طائرات أمريكية لإطلاق نار. وعلى خلفية الصعوبات التي واجهتها عمليات الإجلاء للرعايا الأجانب أبلغ الرئيس اوباما الكونغرس باحتمال اتخاذ اجراءات اضافية لحماية المواطنين والمصالح الأمريكية في البلاد. ولم يتم إجلاء سوى 680 موظف ومواطن أمريكي منهم 300 من دول أخرى إلى نيروبي وبلدان أخرى خارج جنوب السودان وبقي 3000 من الأجانب. وحذر البيت الأبيض من ان جنوب السودان سيفقد الدعم المقدم له في حال تم الاستيلاء على السلطة بالقوة العسكرية. وقد وصف منسق الشؤون الانسانية للأمم المتحدةبجنوب السودان «توبي لانزي» الوضع في البلاد بان أجواء من الخوف واليأس يسيطران على الوضع متحدثا عن عمليات الاعدام التي تتم دون محاكمة. وحول طبيعة الصراع الدموي في البلاد اوضح سفير جوبا بالخرطوم «ميان دوت وول» على ان الصراع في بلاده سياسي ولاعلاقة له بالقبلية والعرق مرجحا اسباب اندلاعه الى نشوب خلاف سياسي في مجلس التحرير اثناء انعقاده يوم الاحد الماضي ما ادى بالمجموعات الى الخروج والقيام بتلك الاعمال. وجدد السفير ميان استعداد الحكومة للحوار مع الخارجين بدون شروط حفاظا على دماء الشعب الجنوبي. كما توجد مساعي اقليمية ودولية لانهاء العنف بجنوب السودان من خلال الحوار المثمر في البلاد فقد أعربت الجامعة العربية عن استعدادها الكامل للمساهمة في أي جهد افريقي ودولي يهدف الى استقرار جمهورية جنوب السودان، كما دعت الصين من جانبها التزامها بالعمل مع جميع الاطراف المعنية لدعم الاطراف المتصارعة في حل نزاعاتها بالحوار والمفاوضات.