وعد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وفد وساطة إفريقي بإجراء حوار غير مشروط لحلّ الأزمة في بلاده، فيما أدان مجلس الأمن الدولي بشدة تصاعد موجة القتال والعنف في جنوب السودان واستهداف المدنيين بناء على عرقهم. قال السفير الفرنسي في الأمم المتّحدة جيرار آرو للصحفيين في نيويورك، إن سلفاكير قبل على ما يبدو إجراء حوار غير مشروط، معتبرا أن الأزمة السياسية في جنوب السودان يمكن أن تفضي إلى حرب أهلية إذا لم يتم التوصل إلى حل لها عبر الحوار. تصريحات آرو تأتي في وقت تبنى فيه مجلس الأمن الدولي بالإجماع، في ختام مشاورات عاجلة بشأن تدهور الوضع في جنوب السودان، إعلانا غير ملزم يدعو سلفاكير ونائبه السابق رياك مشار إلى (تحمل مسؤولياتهما وتوجيه دعوة لوقف الأعمال الحربية والبدء الفوري للحوار). ودان الأعضاء الخمسة عشر في المجلس (بأشدّ العبارات المعارك وأعمال العنف التي تستهدف المدنيين وبعض المجموعات العرقية)، وانتقدوا خصوصا الهجوم على قاعدة مهمة الأمم المتّحدة في ولاية جونقلي، والذي قتل خلاله شبان من عرقية النوير مدنيين من عرقية دينكا واثنين من عناصر الأمم المتّحدة الهنود. وأعرب المجلس عن دعمه لمهمّة الأمم المتّحدة في جنوب السودان و(شجّعوها على الاستمرار في تأدية مهمّتها بشكل كامل وخصوصا في حماية المدنيين، وطلبوا من السلطات في هذا البلد تقديم الدعم الكامل لها ومساعدتها على القيام بذلك). في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية الإثيوبي توادروس أدهانوم للصحفيين في جوبا إن وفد الوساطة الأفريقي الذي يرأسه عقد اجتماعا مثمرا مع سلفاكير وسيواصل المشاورات. من جهته، قال وزير خارجية جنوب السودان برنابا مريال بنجامين إن وفد الوساطة الأفريقية الذي التقى الرئيس سلفاكير أكّد أنه جاء إلى جوبا للاستماع إلى وجهة نظر جميع الأطراف المتنازعة، وأضاف أن الوفد الأفريقي طلب من سلفاكير إبداء استعداد حكومته للتفاوض مع المنشقين دون شروط مسبقة. ويضمّ فريق الوساطة الذي يزور جوبا وزراء من كينيا وأوغندا وجيبوتي والصومال وممثلين للاتحاد الأفريقي والأمم المتّحدة، في أول مبادرة للسلام منذ تفجر القتال في هذه الدولة التي لم يمرّ على إعلانها سوى عامين. ومن جانبها، ذكرت صحيفة (نيو فيجن) الأوغندية أن جنودا أوغنديين انتشروا في جوبا تلبية لطلب من حكومة جنوب السودان بهدف إعادة الأمن إلى العاصمة التي تشهد اضطرابات. وقالت الصحيفة إن وحدة أولى من القوات الخاصة الأوغندية ساهمت في إحلال الأمن في المطار، وساعدت على إجلاء رعايا أوغنديين من جوبا بعد مواجهات بين وحدات متنافسة في جيش جنوب السودان في الأيام الأخيرة. وبدورها، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش نقلا عن بعض الشهود إن الجنود والمتمرّدين في جنوب السودان أعدموا أشخاصا بسبب انتمائهم العرقي، وحذّرت من (هجمات انتقامية). وتصاعدت التوترات السياسية منذ إقالة سلفاكير لمشار وقياديين آخرين بارزين في داخل الحركة الشعبية الحاكمة، ويخشى مراقبون من أن يتحوّل الصراع إلى عنف عرقي بين المجموعات القبلية في جنوب السودان وإذكاء الحروب التاريخية بينها.