كشفت البرامج الخاصة لتلمسان أن الولاية سجلت وثبة فعالة في مجال التنمية خلال العشرية الأخيرة من خلال المشاريع الكبرى التي استفادت منها سواء في مجال التنمية البشرية أو المشاريع السكنية أو الثقافية. واختارت «الشعب» الغوص في ملف التنمية بالولاية حيث كشفت الإحصائيات التي قدمها السلطات المحلية أن الولاية استفادت من 340 مليار دج خلال العشرية الأخيرة، خصصت لتحسين المستوى والإطار المعيشي للموا طن وفقا لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من خلال إنشاء مؤسسات خاصة وشركات ضخمة وبرامج دقيقة للنهوض بالولاية، خصوصا التكفل بانشغالات السكان على غرار الكهرباء والغاز والماء الشروب والسكن. فعلى مستوى التزود بالمياه الصالحة للشرب والذي كان مشكلا حقيقيا لسكان الولاية، حيث كانت تزور حنفيات المواطن مرة كل 20 يوما تمكنت السلطات من تجاوز المشكل من خلال الجهود المبذولة التي أفضت إلى توفير 230 ل يوميا بإنجاز محطتين لتحلية مياه البحر وحشد المياه الباطنيةبمستوى غير مسبوق مكّنت من توفير 310.000 متر مكعب يوميا، هذا وتزامنت هذه الوثبة النوعية من رفع نسبة الربط بشبكة التوزيع من 85 بالمائة إلى 96 بالمائة، مع إعادة تأهيل القنوات التي ساهمت في خفض نسبة التسرب من 40 بالمائة إلى 25 بالمائة، أما عن ربط المساكن بقنوات الصرف الصحي فقد تجاوزت 93 بالمائة من أجل القضاء على الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، هذا ومن أجل تحسين حركة المواطن وفك العزلة على عشرات من التجمعات السكانية والقرى، فقد تم إنجاز ازدواجية الطرق على مسافة 60 كلم و230 كلم جديدة، في حين تم تحديث أكثر من 1300 كلم من الطرق من جانب آخر، فقد تم إعادة تهيئة مطار مصالي الحاج الدولي لتحويل الولاية إلى بوابة للدول الأوربية من خلال تنظيم واستقبال رحلات دولية ومن أجل النهوض بالصيد البحري والرفع من الإنتاج تم الشروع في إنجاز مينائين للصيد البحري بكل من هنين وسيدي يوشع من أجل فك الضغط على ميناء الغزوات، كما تم استحداث رصيف جديد بمرسى بن مهيدي ومن أجل تحسين النقل وحركية المرور فقد تم توسيع خطوط السكك الحديدية مع إقامة خط للسكة الحديدية المزدوجة، زيادة على مباشرة إنجاز محطة للنقل البري بمدخل تلمسان مطابقة لمختلف المقاييس الدولية. وبغية تأمين مصادر الطاقة وتنويعها بلغت نسبة الربط بالكهرباء بالولاية 98 بالمائة. كما تم ربط 65000 مسكن بالغاز الطبيعي لترتفع نسبة التوزيع إلى 75 بالمائة بعدما كانت لا تتعدى ال29 بالمائة، أما في مجال السكن الذي ظل دائما هاجسا للسكان بفعل توقيف عملية التوزيع مند 2001، فقد تم استحداث مدينتين جديدتين بالمدخل الشمالي للولاية (بوجليدة وأوجليدة)، وذلك من خلال إنجاز 51000 سكن، الشيء الذي جعل تلمسان تتبوأ مكانة مرموقة، حيث سجلت نسبة شغل السكن بالولاية 04,8 بالمائة، بعدما كانت قبل سنة 1999 تقدر ب7 بالمائة. من جهة أخرى فقد تم توزيع أكثر من 1200 مسكن منها 1000 سكن بتلمسانالمدينة كما مكنت هذه الخطوة من معالجة مشكل الهش، وإعادة اعادة الاعتبار ل 640 موقع على مستوى الولاية منذ 2002، ومن أجل محاربة الأمية عملت الولاية على مضاعفة المقاعد البيداغوجية والمؤسسات، حيث تم إنجاز عدة مؤسسات منها 121مؤسسة تربوية وجامعة من الطراز العالي تحتوي على 34000 مقعد بيداغوجي و21400 سرير حوّلت تلمسان إلى قطبا للإشعاع العلمي. كما استفاد قطاع التكوين المهني من 10 مؤسسات جديدة مكنت من توفير 1500 مقعد للتكوين الإقامي، وفي مجال الصحة العمومية عرف القطاع قفزة نوعية خلال هذه الفترة من خلال خلق مركز للصحة الجوارية بكامل البلديات ال53 والقرى من خلال فتح عدة مراكز صحية جديدة وترميم القديمة منها وتجهيزها إلى جانب فتح مركز الأمومة، وبهذه الإنجازات يكون القطاع قد صار يضم 1732 سريرا جديدا في حين تحسنت الرعاية الصحية بعدما بلغت التغطية الصحية طبيب واحد لكل 799 مواطن، أما في مجال الثقافة والرياضة فقد لعبت الولاية خلال تظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011، دورا فعالا ومثلت الجزائر أحسن تمثيل من خلال استفادة الولاية من عدة فضاءات كبيرة ذات مستوى راق تخص 31 منشأة رياضية و23 مرفق ثقافي راقي، أما عن الناحية الاقتصادية فقد استفاد القطاع الاقتصادي من دعم كبير على رأسها دعم الفلاحين ب4.8 مليار دج. وهو ما أدى إلى توسيع مساحات الأشجار المثمرة ب8118 هكتار وتطوير استغلال وسائل السقي الحديث على مساحة 6112 هكتار وتعزيز فضاءات التخزين والتبريد ب50,000 متر مكعب، وقد أدت هذه التطورات إلى رفع قيمة الإنتاج الفلاحي من 31 مليار، دج إلى 57 مليار دج سنة 2013، من ناحية أخرى فقد عرفت هذه الفترة بخطو تلمسان خطوة عملاقة في مجال السياحة التي حظيت بتدعيما خاصا بكل الأنواع (الجبلية ،الحموية ، الساحلية ) من خلال إقامة منشآت سياحية كبرى على غرار هضبة لالا ستي التي تحولت إلى قبلة للسواح من مختلف المناطق ،كما خضعت باقي المناطق السياحية إلى عملية ترميم كما تم استحداث عدة فنادق بالولاية تتسع ل2600 سرير خلال هذه الفترة منها فندقا قرب مغارات عين فزة في حين تم برمجة 4900 سرير، أما عن الصناعة التقليدية فقد حظيت بأهمية بالغة من خلال إحياء الصناعات القديمة بتلمسان، ما خلق عدة مناصب شغل وفرصة لتنمية السياحة وتطويرها. أما عن قطاع الشغل فقد أدى فتح مختلف أنماط الشغل إلى تقليص نسبة البطالة إلى مستويات قليلة، حيث لعبت تدابير (لاكناك) و(أونساج) دورا فعالا في خلق 3400 مؤسسة مصغرة في سنة 2012 وأكثر من 1062مؤسسة مصغرة في سنة 2013، فضلا عن فتح 2000 محل تجاري واستحدات 8 أسواق مغطاة، هذا وأشار السيد الوالي إلى أن هذه المكاسب من شأنها أن تكون قاعدة أساسية لمشاريع أخرى في السنوات المقبلة في ظل استمرار السياسة الرشيدة للدولة الجزائرية التي تمكنت خلال ها تلمسان من حصد مشاريع تنموية كبيرة رصدت لها ملايير الدينارات والتي من شأنها القضاء على مابقي من مشاكل.