أفادت مصادر متطابقة أن عدة أحياء في عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى بانغي شهدت صباح أمس الأربعاء إطلاق نار لم يتبين مصدره، لا سيما قرب المطار. وبعد ليلة تخللتها عيارات بنادق رشاش متقطعة لم يتبين مصدرها، سمعت عيارات نارية وانفجارات صباح أمس في المنطقة التي تسمى بي كاي 12 شمال بانغي وفق ما أفاد بعض السكان. ولاحظ مراسلون وجود عناصر من المليشيات المسيحية للدفاع الذاتي وهم يحملون السواطير، ورأوا جثة ممددة في إحدى تلك النقاط. وأفادوا أيضا عن سماع عيارات كثيفة عند الظهر في منطقة المطار قرب مركز نازحين في دون بوسكو، دون أن يتبين الطرف الذي أطلق النار. ورغم انخفاض وتيرة إطلاق الرصاص في الساعات الأخيرة، لكن التوتر لا يزال سيد الموقف. وقد شهدت هذه الجمهورية الأفريقية في الفترة الأخيرة مواجهات وأعمال عنف سياسية ذات خلفية دينية أوقعت نحو ألف قتيل في بانغي وغيرها من مناطق البلاد، نتيجة المواجهات بين عناصر متمردي جبهة سيليكا وهجمات المليشيات المسيحية، التي اندلعت بعد خلع الرئيس السابق بوزيزي وتنصيب أول رئيس مسلم للبلاد. وتدخلت فرنسا - المحتل السابق للبلاد - وأرسلت قوات للمساعدة في حفظ الأمن بعد موافقة أممية، لكن هذه القوات اتهمت بأنها متحيزة للمسيحيين وخرجت مظاهرات منددة بها وبوجودها على تراب البلاد. وكان آلاف المتظاهرين غالبيتهم من المسيحيين احتشدوا الاثنين عند مدخل مطار بانغي مطالبين "برحيل" ميشال دجوتوديا، أول رئيس مسلم للبلاد التي يدين غالبية سكانها بالمسيحية. كما طالبوا برحيل الجنود التشاديين من القوة الأفريقية مرددين هتافات "لا تشاديين في بانغي". ورفع بعض المتظاهرين لافتات كتب عليها "نعم لعملية سانغاريس" التي يقوم بها الجيش الفرنسي و«لا للجيش التشادي". وتأتي هذه التطورات بعد اعتراف تشاد بأن أحد جنودها قتل متظاهرا. ونتيجة للعنف الذي مزق أوصال البلاد في الأسابيع الأخيرة، برزت دعوات لتقسيم البلاد بين المسيحيين والمسلمين، لكنها واجهت رفضا حكوميا حيث ندد رئيس وزراء أفريقيا الوسطى نيكولا جيونغاي بدعوات التقسيم، ووصفها بأنها فكرة غير واقعية ولا تخدم مصلحة البلد. ودعا جيونغاي الثلاثاء، إلى التصدي لمثل هذه الدعوات، وطالب القوات الدولية بالإسراع في نزع السلاح غير الشرعي من جميع الأطراف، حتى يعود الأمن والاطمئنان إلى المواطنين. هذا وقد عين الرئيس ميشال دجوتوديا، أعضاء السلطة الوطنية التي تتولى التحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في نهاية 2014.