شهد الوضع الأمني في جمهورية افريقيا الوسطى، تطورا خطيرا، حيث خرج المئات من المتظاهرين في العاصمة بانغي مطالبين برحيل القوات الفرنسية والافريقية من البلاد وكذا رحيل الرئيس ميشال دجوتوديا عن الحكم بعدما اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الفرنسية ومتمردي حركة «سيليكا» سابقا. ووفقا للتقارير فقد احتشد عدة مئات من المتظاهرين عند مدخل مطار بانغي أمس، مطالبين برحيل القوات الفرنسية والافريقية والرئيس دجوتوديا عن الحكم مما دفع بقوات الاتحاد الافريقي إلى إطلاق النار في الهواء لتفريق الحشد. وقد تسبب طلق ناري لأحد الجنود التشاديين المنتمين لقوة «ميسكا» (القوة الإفريقية في إفريقيا الوسطى) في مقتل أحد المتظاهرين مما زاد في تأجيج الاحتقان حيث تعالت أصوات المحتجين المطالبين برحيل الجنود التشادين والقوات الإفريقية عموما من البلاد. وفي ذات السياق أعلن مساعد المتحدث باسم هيئة الأركان الفرنسية الكولونيل باسكال جورغان أن نحو مائة شخص تظاهروا اليوم في بانغي وأن هذا التجمع كان بوضوح مناهضا لفرنسا. هذا وقد أعلن الجيش الفرنسي عن حدوث تبادل لإطلاق النار في بانغي بين وحدة تابعة له ومجموعة من متمردي «سيليكا» السابقينا الأحد . وأشار مساعد المتحدث باسم هيئة الأركان الفرنسية الكولونيل باسكال جورغان أن الجيش اضطر لإطلاق النار على مجموعة من ستة أشخاص يشتبه بأنهم كانوا ينتمون إلى حركة «سيليكا» وجهوا أسلحتهم صوب القوات الفرنسية. ولم يكشف المتحدث عن عدد القتلى من دون أن يستبعد احتمال سقوط ضحايا نافيا مقتل أو إصابة أي جندي فرنسي في حين أفاد سكان محليون بأن ثلاثة متمردين سابقين من «سيليكا» قد لقوا مصرعهم أمس على يد الجيش الفرنسي خلال عملية لنزع السلاح في حي بشمال بانغي. أزمة إنسانية على الأبواب ونظرا للأزمة الأمنية التي شهدتها افريقيا الوسطى خلال الأيام الأخيرة حذرت منظمات الإغاثة الدولية من حدوث كارثة إنسانية إذا لم يقدم المجتمع الدولي مساعدات عاجلة لأكثر من 400 ألف نازح. وقد ذكر برنامج الغذاء العالمي إلى أن 210 آلاف نازح في العاصمة بانغي لوحدها بحاجة إلى مساعدة إلى جانب ما يزيد على 65 ألف لاجئ في دول الجوار في الوقت الذي حذرت فيه منظمة «اليونيسيف» من أن الاقتتال الداخلي سيؤثر سلبا على صحة الأطفال نتيجة ارتفاع نسبة سوء التغذية. وتعيش جمهورية افريقيا الوسطى حالة من الفوضى منذ أن أطلق متمردي «سيليكا» هجماتهم قبل عام من الآن وأجبرت رئيس البلاد فرانسوا بوزيزي على الرحيل في مارس الماضي. ومن ذلك الحين تتولى حكومة مؤقتة مسؤولية إحلال السلام وتمهيد الطريق أمام انتخابات ديمقراطية ولكن الاشتباكات المسلحة تجددت مؤخرا. وينتشر نحو 1600 جندي فرنسي في الوسطى موجب تفويض أممي في إطار عملية «سانغاريس» التي شنت في ال5 ديسمبر في ظل أعمال العنف التي اندلعت بين مسيحيين ومسلمين خلفت نحو ألف قتيل. ومن ناحية ثانية، فرض الاتحاد الأوروبي أمس حظرا شاملا على عمليات بيع وإمدادات السلاح إلى جمهورية أفريقيا الوسطى على خلفية أعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ مطلع الشهر الجاري.